Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / RETTERDAM PERS / هل يعيش المهاجرون عيشة التقشف؟

هل يعيش المهاجرون عيشة التقشف؟

المهاجرون يعيشون عيشة التقشف والتوفير إلى أبعد من الممكن ويتكدسون في أحياء فقيرة 

  يلاحظ أن فئات واسعة من الشعوب الاروبية لغايات في نفسها أو جهلا بالواقع الموضوعي تكالبت ضد المهاجرين بصورة عامة والعرب بصفة خاصة فدخلت قضية العمال المهاجرين في إطار نشاطات الاحزاب السياسية التي تلهث وراء أصوات الناخبين ، فانساقت بعض الاحزاب المعروفة بمواقفها الانسانية خلف أهواء ناخبيها وكثيرا ما اتخذت الدعاية الانتخابية شكل حملة ضد هؤلاء العمال ، وإلا كيف يمكن أن نفسر المواقف الغريبة في بعض دول أروبا إذ تعتمد على المغاربة وجل المهاجرين لأنهم هم الورقة الرابحة التي تساند المرشحين وتدعم قوتهم في البلديات والبرلمان والمجالس والجمعيات وغير ذلك .. مع ذلك فإن المهاجرين يعيشون عيشة التقشف والتوفير إلى أبعد من الممكن فهم يتجمعون في أحياء فقيرة ويتكدسون فيها وباتوا مجتمعا منغلقا يسهل الهويل والتشكيك في نمط حياته وعمق تفكيره وتطور قيمه مما نما روح التمييز.  فمنذ الستينات بدأ المهاجرون يتدفقون على البلدان الاروبية ، فإذا باليد العاملة ترخص نظرا لتوفرها في السوق ، ذلك أن صاحب المعمل أو الشركة يبحث في السوق عن أرخص الايدي فيجدها في المهاجرين العرب والمغاربة على الخصوص الذين يبلغ عددهم حوالي 450 ألف نسمة والدين فاق عددهم في بلجيكا 111 ألف نسمة  ومع تكاثرهم تغيرت نظرة الغرب الى المهاجر بشكل عام والمهاجر المغربي بشكل خاص ، فالغرب يرى في هؤلاء العمال الطرف المنافس المزاحم لهم رغم أن الرجل الغربي يرفض العمل في بعض المعامل التي يعتقد أنها دون مستواه والتي تقبل عليها اليد المغربية العاملة .

    أمام تفاقم الاوضاع وتكاثر المهاجرين ظهر الميز العنصري بطريقة سريعة مما أدى ببعض المعامل الى تسريح اليد العاملة تسريحا جماعيا وأدى كذلك إلى التصفية الجسدية لبعض هؤلاء المهاجرين ، فالدين سرحوا هؤلاء لم يدركوا أن الرجل الغربي لا يستطيع الحلول مكان من يشتغلون في المواقع الصعبة .

    تطالعنا التقارير المتنوعة الصادرة عن المؤتمرات والندوات واللقاءات من حين لاخر بقضايا تشير الى تفاقم أوضاع المهاجرين الى اروبا  وان عدم التسامح هو نتيجة الازمة الاقتصادية .. وجود البطالة .. مشيرة الى الحلول ـ البدء في التكوين المهني للعائدين ـ ومنح الهجرة الدائمة لمن يرغبون العيش في باروبا .هكذا تكون أول التقارير قد وضعت يدها على أهم عنصر في القضية  فكما هو معلوم تاريخيا فان البحر الابيض المتوسط كان ولازال ميدانا كبيرا لهجرات مستمرة .. هجرات قديمة من الشرق الى الغرب . هجرات إغريقية ورومانية من الشمال الى الجنوب .. هجرات اسلامية من الجنوب الى الشمال .. غزوات استعمارية في القرن التاسع عشر ..  وأخيرا الهجرات المعاصرة بخصائصها ..ولا نبالغ إذا قلنا أن أروبا هي أكبر مستغل لليد العاملة فالبيانات المتوفرة عن المجلس الاقتصادي الاروبي تؤكد أن الاهتمام كان منصبا على المغاربة الذين يقطنون أولا في البادية المغربية لانهم لا يشترطون ولا يناقشون ولا يحاجون ولا يطالبون بحق ، وإنما همهم الوحيد هو الشغل فقط والاكتفاء بالعيش المتدني

===================================

الواقع المزري للمهاجر

المهاجرعنصر غير مرغوب فيه ومهدد بالطرد بين الحين والآخر مع خطر تنامي الحقد العنصري وكراهية الاجانب

من أهم الوثائق التي وصلت إلى أيدينا خلال البحث والتنقيب عن واقع المهاجرين المغاربة بأروبا وثيقة إعلامية للمجلس الاروبي تم نشرها تحت عنوان : المجلس الأروبي والعالم العربي تقول هذا الوثيقة أن واقع المهاجرين عامة والمغاربة خصوصا في اروبا واقع مزري وغير سار

   إذا ما نظرنا إلى الضغوط المفروضة من حيث الاقامة التي تدفع المهاجر الى تطليق زوجته ببلده الاصلي ومعاشرة أو الزواج بمواطنة أروبية للحصول على حقوقه .. أضف إلى ذلك ظروف السكن والضمان الاجتماعي وغير ذلك فأروبا أولا تشترط على المهاجر إذا رغب في الاقامة الدائمة أن يتزوج بأروبية وفي ذلك تناقض صارخ لما وقعت عليه دول أروبا في مجال حقوق الانسان التي تفرض لكل انسان حقه في الاقامة السكن والصحة والتعليم ، فإذا لم يمتثل المهاجر للشروط الاروبية الأولى فهو عنصر غير مرغوب فيه ومهدد بالطرد بين الحين والآخر .أما في بداية 1981 فقد أشارت إحصائيات مماثلة أن 700 ألف عامل من بلدان المغرب العربي منهم 640 ألف وحدها بفرنسا . فرغم هذه الاحصائيات نجد أن تقارير أخرى تؤكد أنه هناك أرقام أخرى لليد العاملة يتم استغلالها موسميا تستجلب لانقاذ الاختناق في سوق العمل الناتج عن وقف الهجرة منذ 1972 وجل هذه العمالة تستخدم في أعمال الزراعة والبناء . كما أن إحصائيات خاصة بالهجرة وهو أهم مركز تحتفظ بوثائقه رفوف لاهاي تشير إلى أن أروبا قد حافظت عليهم بعدما علمت بمؤهلاتهم ولم تمكنهم من نقل خبراتهم لبلدانهم الاصلية إذ خيرتهم بين الهجرة الدائمة والتجنس حيث وصل عدد المتجنسين إلى ما يفوق 600 ألف نسمة

 الاستمرار في مواجهة خطر تنامي الحقد العنصري وكراهية الاجانب على كل الاصعدة وبكل الوسائل الممكنة أصبح ضرورة ملحة الهدف من وراءها خلق جو يطبعه نوع من التسامح والتعايش في مجتمع متعدد الثقافات .

    ففي هذا الاطار عملت جمعيات المغاربة على إنجاز ملف حول العنصرية انطلاقا من الشكايات التي تصلها عن طريق المداومة الاجتماعية من المغاربة : تنظيم حملة اتجاه الاحزاب السياسية أثناء الانتخابات من أجل عدم استعمال الاجانب المهاجرين كورقة سلبية لكسب الاصوات ، ومطالبتهم باتخاذ مواقف واضحة من العنصرية ..وإنجاز مشروع ـ جواز أوروبي ضد العنصرية ..مع تنظيم مظاهرة 21 مارس ـ اليوم العالمي لمناهضة العنصرية ـ والمشاركة في المظاهرات الوطنية بمدينة » دنهاخ «.ثم الضغط على السلطات البلدية لمنع الدعاية والحملات الرسمية والشبه والرسمية وكل القوانين التي من شأنها تشجيع الحقد والكراهية ضد الاجانب المهاجرين

===================================

أوروبا ودول عربية تستغل المهاجر وتهمشه وتحتقره وتغريه بالوعود الكاذبة والعيش الرغيد المستحيل

في الحقيقة أن المهاجر لا دخل لهم في ما انبثق من جديد مضاد للمعاهدة بين الدولة المصدرة والدولة المستقلبة فهو ليس سلعة أو بضائع بل  المهاجرون  بشرا لهم حقوق العيش الكريم مهما اختلفت السياسة بين بلدهم والبلد المضيف فعلى الدول المضيفة ان  لا تستغل المهاجر وتهمشه بعد أن تغريه  بالوعود والعيش الرغيد .

     وكما أكدت تقارير الباحثين أن غياب السياسة الاجتماعية في المغرب العربي ترتبط بكونه تابعا لسياسة الدول الاروبية في سن بعض القوانين الخاصة بالمهاجرين فعندما نرجع الى القوانين المنصوص عليها في المواثيق الدولية  يتضح أن هذه المواثيق قد ظلت حبرا على ورق بالرغم من أن هذه المنظمة الدولية للشغل تدعو كل الدول المستقبلة للمهاجرين أن تعاملهم تعاملها مواطنيها هؤلاء العمال المهاجرين غادروا أوطانهم في اتجاه الغرب الذي يستقبلهم باشمئزاز ويوفر لهم أحقر الأعمال وأشقاها في وقت يرفض فيه الغربيون تلك الأعمال ، ثم أن هؤلاء المهاجرين لا يتلقون تكوينا مهنيا مهما يستطيعون من خلاله أن يحصلوا على مرافق ذات أهمية كبرى  وتبعا لذلك فإن أغلبهم يحالون على البطالة بعد استنفاذ طاقاتهم .

    كما أن المهاجر يشتغل بأعمال مفروضة عليه دون مراعاة أو اختيار إذ نجد أنفسنا أمام سوقين : سوق عملي خاص بالمواطن الغربي بأروبا وله حرية الاختيار وسوق عمل خاص بالمهاجر المفروض عليه  وعليه ألا يرفض العمل .

   فنحن أمام سياسة غير متكافئة للتكوين بين أهل البلد والقادم إليها ونحن أمام تبعات وأسباب حيث عانت الشعوب العربية من الضغط الفكري والسيطرة الاقتصادية ضمن خطط الاستعمار واهدافه ألا إنسانية ، ومن هنا بدأ ما نسميه بتصدير اليد العاملة المسخرة للرفع من اقتصاديات البلد المستعمر على حساب تدمير البلد المحتل ،  وهناك أيضا الأسباب الداخلية التي يعاني منها البلد الأصلي مما خلفه الاستعمار وترك جذور التبعية راسخة حتى يومنا هذا بالاضافة الى سنوات الجفاف ..

   هذه المشاكل لا يمكن ان نحملها للمهاجر وحده الذي يساهم في جلب العملة الصعبة لبلده على حساب كرامته وإهانته وغربته . المشاكل لا يمكن ان نحملها للمهاجر وحده الذي يساهم في جلب العملة الصعبة لبلده على حساب كرامته وإهانته وغربته .

   هنا نقول أن المهاجر لا دخل له في ما انبثق من جديد مضاد للمعاهدة بين الدولة المصدرة والدولة المستقلبة فهم ليسوا سلعا أو بضائع بل بشرا لهم حقوق العيش الكريم مهما اختلفت السياسة بين بلدهم والبلد المضيف ..

   ولا ينبغي للدول المضيفة أن تستغل المهاجر وتهمشه بعد أن تغريه بالوعود والعيش الرغيد .

    ثم أن الدول المضيفة مفروض عليها وفقا لحقوق الانسان وتبعا لقرارات الاتحاد الاروبي الداعية الى عدم استعمال الطرد إلا في حالة الجناية أن تؤسس هيئات متخصصة في متابعة الكفاءات وحصرها ومعرفة حاجاتها ورغبتها وطموحاتها لتوفير كل الظروف المادية والمعنوية للعودة إلى الوطن الأم عوض الجيوش الجرارة من الخبراء والاساتذة والاطر التي تصرف عليها اعتمادات خيالية بغض النظر عن آثارها الاجتماعية والثقافية والسياسية .

عن editor

شاهد أيضاً

Persvrijheid ……..Liberté de Presse

Cette histoire doit être racontée – Campagne mondiale pour la Journée de la Liberté de …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333