Telegraaf-Mensheid-pers1333

الصحافة في عهد فيشي

الصحافة في عهد فيشي

المرحلة إصدار صحف نقابية مثل L’Action Sydicaliste التي طالبت برفع أجور الفرنسيين والمغاربة على حد سواء

ماص يوزع  إمبراطوريته الإعلامية على اصدقائه ليتكيف مع ظهير 19-2-1945 الذي يحارب الإحتكار الإعلامي

لماذا غضبت كل الصحف الفرنسية ضد مبادرة الوطنيين خلال توقيع وثيقة الاستقلال ؟

 

  أعلن المقيم العام Nouguère الولاء لحكومة الإحتلال في باريس، وأصبحت الصحافة مضطرة للإختيار بين اتباع المقيم العام أو الإنقراض، حتى الحياد لم يكن مسموحا به إلا قليلا، وهكذا أصبحت إمراطورية ماص الإعلامية في خدمة حكومة Vichy ، تمجدها وتصف الجنرال دوغول بالنذل الخائن. وقد فعلت جرائد ماص ذلك رغم أنها لاتعلن أي لون سياسي، وقد فقدت شعبيتها بسبب حماسها للألمان ص255.

  تزايدت الصحف اليمينية في المغرب بين 1940و1942. وقد خصص لها المؤلف 12 صفحة من بحثه. أما صحف المعارضة فقد لجأت للسرية، ومنها Libération و El-watan التي طالبت لأول مرة بالإستقلال، وذلك قبل توقيع وثيقة 11 يناير. أما صحف الوطنيين المغاربة فقد منعت منذ 1937، ولم يسمح إلا لجريدة عبد اللطيف الصبيحي La voix nationale بالصدور، لأن الرجل كان يحترم الخطوط الحمراء التي وضعتها الإقامة العامة.

عهد الحلفاء

  بعد إنزال الحلفاء في الدار البيضاء، بدأ المشهد الإعلامي يتغير، بدأت الصحف اليمينية تعدل خطابها ليناسب المرحلة، وقد ركز جامع بايدة على صحف ماص مرة أخرى، نظرا لحجمها ونموذجيتها. بدأت صحف المقاول تغازل الحلفاء وتمجد شارل دوغول على خطى المقيم العام Nouguère. كان ماص يتلون حيثما وجدت مصالحة الإقتصادية.

أما صحف المقاومة فقد خرجت من السرية، وأهمها Libération وقد كانت ديغولية في البداية، لكن مع مرور الوقت، أعلنت خطها الشيوعي وبدأت تنتقد الإقامة العامة والكنيسة وهو ما أثار قلق السلطات الإستعمارية، لأن خطاب الجريدة ينبه المغاربة إلى أن الفرنسيين غير موحدين.

  وقد عرفت المرحلة إصدار صحف نقابية مثل L’Action Sydicaliste التي طالبت برفع أجور الفرنسيين والمغاربة على حد سواء، وتذرعت الإقامة العامة بأن حاجيات المغاربة أقل من حاجيات الأوروبيين. والهدف من هذه الذريعة هو أولا كسر إمكانية التضامن بين الطرفين، وثانيا عرقلة انضمام المغاربة إلى النقابات لأن عليهم الإكتفاء بالبنيات التقليدية للتضامن. وقد اشترت النقابة جريدة Le petit Marocain من ماص وحولتها إلى جريدة مناضلة. وسبب هذا الشراء هو ان بيير ماص واجه صعوبات مع انصار دوغول، القوة الصاعدة، التي أصدرتLe Combattant ثم Résistance هذه القوة التي نددت بقمع حرية الصحافة في المغرب وطالبت بمحاكمة الخونة الذين تعاونوا مع حكومة Vichy.

 اضطر بيير ماص للإنحناء فوزع إمبراطوريته الإعلامية على اصدقائه ليتكيف مع ظهير 19-2-1945 الذي يحارب الإحتكار الإعلامي. ولم يبع إلا جريدة واحدة. وهكذا فقد بترت إمبراطوريته ولم تتفكك، وسيتمكن من تجميعها لاحقا، وستصمد في المغرب حتى 1971.

  عام بعد إنزال الحلفاء في الدار البيضاء، لم تلتفت السلطات الإستعمارية لمطالب الوطنيين المغاربة الذين ناصروها، لذا بادروا وأسسوا حزبا للمطالبة بالإستقلال ص 291 بدل المطالبة بإصلاحات محتشمة، وقد حرروا وثيقة 11 يناير ووقعتها ثمانية وخمسون شخصية. غضبت كل الصحف الفرنسية ضد مبادرة الوطنيين،وقد تبنت اتهامات الإقامة العامة ضدهم بزعم أنهم عملاء لألمانيا ويعرقلون المجهود الحربي، لم يكن بإمكان الوطنيين الرد لأن صحفهم ممنوعة.

 هذا هو رد الفعل الإعلامي، أما رد الفعل السياسي على وثيقة 11 يناير فقد تمثل في اعتقال 18 موقعا على الوثيقة، وتلت ذلك احتجاجات في فاس سقط على إثرها 40 قتيلا حسب السلطات الإستعمارية. بعد عودة الهدوء، بدأ موقف الصحافة اليسارية يتميز، إذ حمّلت الإقامة العامةَ مسؤولية أحداث فاس، لكن تلك الصحافة ظلت تعارض مطلب استقلال المغرب. وقد أعادت أحداث يناير – فبراير 1944 المسألة الوطنية إلى الواجهة.

عن editor

شاهد أيضاً

منازل الفنانين الكبار تتحول في العالم إلى مواقع سياحية تجلب السياح

عبد الرحيم الفقير الادريسي *السياحة الامستردامية ما بين متحف فان جوخ  ومتحف ريجكس الشامل رامبرانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333