Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / عربي ودولي..Arabisch en internationaal / هيمنة إمبراطورية ماص على الصحافة

هيمنة إمبراطورية ماص على الصحافة

في المغرب قبل بدء الحرب العالمية الثانية هيمنة إمبراطورية ماص الإعلامية على المشهد الصحفي

 

التاريخ المغربي : Moroccan History

  لقد تمكنت الصحف الوطنية، رغم عائق اللغة، من توسيع دائرة قرائها بفضل مطالبتها بإصلاح التعليم والعدالة والإدارة، وبفضل تقديمها لمحمد بن يوسف كرمز ومطالبتها بالإحتقال بعيد العرش يوم 18 نونبر. استجابت السلطات الإستعمارية لمطلب الإحتفال بعيد العرش لتحرم الجرائد الوطنية من موضوع للتعبئة، لكن الوطنيين اعتبروا الإستجابة نصرا. وقد استقبل السلطان السادة الوزاني وبلفريج سرا. وفي إطار التقارب بين السلطان والحركة الوطنية، زار محمد الخامس فاس في ماي 1934 ونظم الوطنيون تظاهرات كبرى، فوجئت سلطات الإستعمار، فقامت بتقليص مدة زيارة السلطان واتُّخذ الحدث ذريعة لمنع كل الجرائد الوطنية في فاس وتطوان وباريس دفعة واحدة. بعد ذلك أوصى الضابط المكلف بالشؤون الأهلية بتشديد ظهير 1914 المنظم للصحافة، وذلك ب:أ – تعيين مدير مغربي للجرائد الوطنية، لتسهل متابعته قضائيا.

ب – تعهد أصحاب الجرائد قبل صدورها بالولاء لسلطة الإحتلال.

ج – إلزامية الحصول على إذن مسبق لإصدار جريدة بدل الإكتفاء بإيداع تصريح.

د – توسيع صلاحيات منع الصحف الصادرة باللغات الأوروبية لضبط علاقة الإقامة بالصحافة الوطنية. ص209

زار الوزاني مقر الإقامة العامة للإحتجاج على منع جريدته، فأوضح له المسؤول عن الشؤون الأهلية أن الجريدة تتضمن مطالب غير متجانسة يستحسن تقديمها بطريقة واضحة. ص210. وهكذا قدمت كتلة الأمل الوطني برنامج الإصلاحات المغربية للإقامة العامة والسلطان، ولم تشر إليه الجرائد الفرنسية مطلقا. تقدم قادة الحركة الوطنية خطوة أخرى، خاصة وقد وصلت الجبهة الشعبية اليسارية إلى الحكم في فرنسا عام 1936، لكن النتائج على الأرض كانت مخيبة للأمل، وقد اعتقل الوزاني واليزيدي.

بعد موجة القمع جاءت فترة ليبرالية، تم خلالها إطلاق سراح المعتقلين وسمح لأول مرة بإصدار صحف وطنية فرنسية وعربية، لكن المقيم العام حل لجنة العمل الوطني سنة 1937 ومنع إنشاء الجمعيات الأدبية والرياضية وأبعد الوزاني إلى آقا وعلال الفاسي إلى الغابون… تابعت الصحف الوطنية دورها النضالي فمنعت أغلبها ومنعت الاحزاب فلجأت قوى الحركة الوطنية إلى العمل السري. وعادت إلى الوسائل التقليدية للتواصل والتعبئة ص216.

هذا هو رد فعل السلطة على ظهور الصحافة الوطنية، أما رد فعل الصحف الفرنسية، وخاصة اليمينية فقد تمثل في الغضب والتحريض على الوطنيين الشباب، وقد طالبت إحدى الصحف بقتلهم ببساطة، اقترحت أخرى عرض قراء L’Action du peuple على طبيب نفسي لأنهم يشترون جريدة لايقرأون لغتها! ص203 عبرت ثالثة عن خيبة أمل المعمرين في المغرب. في حين اتهمت رابعة الوزاني بالعمالة للألمان ص 206.

رغم الحكم اليساري في فرنسا (1936-1938) فقد كان دور الصحافة اليمينية مؤثرا، كان صعود اليمين في أوربا يلهم اليمين الفرنسي في المغرب، وكانت جريدة La voix française معجبة بهتلر، وقد احتفت بحل لجنة العمل الوطني المغربية وطالبت بمحاكمة مسانديها في فرنسا. وقد مُنعت الصحف اليمينية الصادرة في المغرب لما اشتد نقدها للجبهة الوطنية الحاكمة في فرنسا، 226.

عرف المشهد الصحفي في المغرب قبل بدء الحرب العالمية الثانية هيمنة إمبراطورية ماص الإعلامية، كما عرف إصدار 73 جريدة في البيضاء و42 في الرباط، من ضمن هذا الكم 9يوميات و36 أسبوعية. وقد ساهمت الأحداث الدولية )الحرب الأهلية في إسبانيا وصعود اليمين في أوربا( في تسييس الصحافة المغربية وتبلور صراع اليمين واليسار في الصحف. كانت صحافة رجال المال تركز على الأخبار، أما الصحافة الوطنية فكانت تركز على الرأي، وقد اتخذ وطنيو المدن الصحافة سيلة صراع سياسي.

الصحافة إبان الحرب العالمية الثانية 1939-1945

وفرت مقدمات الحرب العالمية الثانية الفرصة للسلطات الإستعمارية في المغرب للقضاء على هامش الحرية الضيق، وقد استخدمت ظروف الحرب كوسيلة لإفقار المشهد الإعلامي وتحقيق أهداف محلية. منها منع صحف اليسار والنقابات عام 1939 بعد أن منع صحف الوطنيين عام 1937، ومن ثمة نقل مطالب الحركة الوطنية إلى الدرجة الثانية. وقد أطر ذلك بإصدار ترسانة قانونية مشددة بدعوى منع العدو من استخدام الصحافة كوسيلة دعاية. وقد تم ذلك الإفقار بوسائل قانونية ومادية.

قانونيا، أطر ظهير 29 غشت 1939، وضع الصحافة في هذه المرحلة، فهو:

أ- يوسع صلاحيات الإقامة العامة في مراقبة الإعلام، بل يسمح لمندوبي السلطة المركزية باتخاذ ما يرونه مناسبا محليا دون العودة إليها. ب- يعاقب على نشر أي خبر عسكري لايصدر عن الإقامة العامة. ج- ينص على إنشاء خلية عامة للإعلام، لها مكاتب في مختلف مدن المغرب، مهمة هذه الخلية هي مراقبة كل ما له صلة بالصحافة والطباعة والمكتبات. وقد صدرت ظهائر أخرى مُكملة تنص على المنع والغرامات والحبس ضد كل من ينشر خبرا مضرا. كما منع إصدار جرائد جديدة أو استئناف إصدار صحف متوقفة.

تقنيا، استغلت الإقامة أزمة الورق وتدخلت لتحدد حجم الصحف وعدد صفحاتها ونسخها وتاريخ الصدور، مع منع الطباعة يوم الأحد حفاظا على الطاقة. ولذر الرماد في العيون شكلت الإقامة العامة لجنتين لمنح بطائق مهنية للصحفيين المحترفين وتحديد لائحة اجورهم.

عن editor

شاهد أيضاً

في الدورة 55 لمجلس حقوق الانسان

Historisch record… La presse dit : Un corner préparé et présenté par le journaliste Abderrahim …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333