Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / AMSTERDAM Pers / عبد الرحيم الفقير الادريسي : مذكرات صحافي ..طرابلس رحلة في الكلام

عبد الرحيم الفقير الادريسي : مذكرات صحافي ..طرابلس رحلة في الكلام

مذكرات صحافي : رحلة في الكلام

الحدث : تغطية الندوة الرئاسية بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.. وموقف الرئيس من المشاركة في قمة عمان

  وصلت الدعوة بالهاتف من خارجية الجماهيرية لقسم التحرير بجريدة رسالة الأمة و تم انتدابي لهذه المهمة بحكم أنني سبق لي القيام بنفس المهمة واللقاء برئيس الدولة في لقاءات سابقة .. لكن هذه المهمة كانت بالنسبة لي جد هامة خصوصا بعد تنفيذ دول العالم مقترح الحصار الاقتصادي  على البلاد وتشهد ليبيا أزمة سياسية فضلا عن أن ليبيا كانت قد أقرت بمسؤوليتها عن حادث تفجير طائرة أمريكية أثناء تحليقها فوق منطقة لوكربي في اسكتلندا. حيث تتعلق قضية لوكربي بتحديد هوية الأشخاص والجهات التي تقف وراء تفجير الطائرة التي تحمل الرحلة الجوية رقم 103 بان أم الأمريكية، بعد 38 دقيقة من إقلاعها من لندن باتجاه نيويورك..وقد حملت القضية اسم مدينة لوكربي الاسكتلندية التي سقط فيها الجزء الأكبر من حطام الطائرة، التي كانت تحلق على ارتفاع 31 ألف قدم، ليتسبب بوقوع انفجار ترك حفرة لا يقل طولها عن 143 مترا. .وقُتل جميع ركاب الطائرة، من طراز بوينغ 747، وعددهم 259 راكبا علاوة على 11 شخصا كانوا موجودين على الأرض في موقع سقوط الطائرة..وحكم الليبي عبد الباسط المقرحي بالسجن لـ 27 سنة على الأقل عام 2001 عقب إدانته بتنفيذ العملية التي توصف بأنها الأعنف في تاريخ بريطانيا.

 لهذا كانت الرحلة مهمة بالنسبة لي ولن تكون كالرحلة التي عدت منها حوالي شهر  بعدما قمت بتغطية الحرب العراقية الإيرانية للمرة الثالثة..     

       في الجماهيرية تابعت الحصار الاقتصادي وعشته وعرفته ولكن كيف حال البلاد بعد سنوات ؟

   هذا ما سوف أقف عليه ..مع علمي أن إجراء استجواب خاص هو من المستحيلات السبع في الجماهيرية .

  وتصل ساعة الإقلاع ..وتتوالى الأسئلة .. هل سنسافر أم سنغادر المطار ونعود لبيوتنا ؟

  كل الصحافيين الذين تم استداؤهم من طرف خارجية الجماهيرية كانوا في الموعد بمطار محمد الخامس باستثناء المسؤول الإعلامي بالسفارة الليبية بالرباط الذي يتوفر على التذاكر لازال غائبا.

  رحلة بدأت بالانتظار .. ومنظموها لا زالوا غائبين عن الأنظار .. جمل التقطتها أسماعي لصحفي وهو يرفع تغطيته للإذاعة التي ينتمي إليها.. وكان مكبر الصوت للمطار يشير أن الطائرة التابعة للخطوط الليبية ستتأخر ساعتين  إضافيتين..

  مطار محمد الخامس كان يسمح لحامل بطاقة صحافي مهني أن يحظى بوجبة غذاء أو عشاء بمطعم المطار وهو ما دفع بأغلب الصحافيين إلى تناول وجبة الغذاء وانتظار المجهول.

  وأخيرا وبعد طول انتظار جاء المسؤول الإعلامي الليبي ليسلمنا تذاكر الطائرة ويختفي عن الأنظار ..

    دخلنا الطائرة في هذه اللحظة يشعر الانسان أنه اجتاز مرحلة صعبة فتختلط لديه الأمور وتمتزج البسمة بالكآبة والطائرة تخترق الفضاء وتصعد .. وتصعد.. وتزداد المسافة بينها وبين الأرض ..فلا ترى سوى سحبا بيضاء كثيفة.

  في اتجاهنا الى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى  لم نكن نعلم أن  الطائرة ستتوقف في مطار الجزائر لكي يلتحق بها صحافيون جزائريون وقيل لنا أن الطائرة ستتزود بالبنزين فهناك اتفاقية بين البلدين باعتبارهما منتجتان للبترول..

  حضر رجال الامن الجزائري واصطفوا عند باب مدرج الطائرة ونزل الصحافيون المغاربة واستدار بهم رجال الامن المحلي من كل جانب مما جعل اغلب الصحافيين يظنون أن المسألة هي مجرد حساب متقن .. وقد درات حوارات بسرعة بأن الجماهيرية هي من تزود البوليساريو بالأسلحة والجزائر تحتضنهم ..وليس ببعيد ما قامت به من تهجير قسري بالعنف لما يزيد عن 350 ألف مغربي وتنقلهم في شاحنات حمل الرمال الى الحدود المغربية الجزائرية في وضعية لا تمت لا للإنسانية او الدين أو اللغة أو الجوار بأية صلة فالامم المتحدة سجلت نقطة سوداء لحكام الجزائر على هذا التصرف .. 

   وهكذا تم اقتياد الوفد الصحافي المغربي إلى صالة بها شبه مقاعد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وتم قفل الباب علينا ..وهناك شعر الصحافيون بأن مكيدة ما تدور في الخفاء ..

 الصالة كانت مزخرفة بالخطوط المتجهة كالأسهم إلى نار  في فهوة  .. هذه اللوحة كانت كافية لرفع درجات الخوف والهلع والمزيد من التساؤلات..

  استرجع الصحافيون مسافة الرحلة من الدار البيضاء الى مطار الجزائر فتأكدوا أن ربان المطار أو من يساعده قد أبلغ الركاب بأن الرحلة ستكون مباشرة بين الدار البيضاء إلى طرابلس فكيف بها الآن تهبط في الجزائر والوضع بين البلدين مشحون أكثر من اللازم فالضباط الجزائريون يقومون بتسليح وتدريب مرتزفة البوليساريو القادمين من شتى البقاع لكي يشنوا هجوما على الجنود المغاربة بالحدود ..

   ومما زاد الطين بلة لم يستجب احد من رجال الامن لطلبات الصحافيين سواء كاس الماء او كاس قهوة .. كل طلب مرفوض في انتظار الآتي من الأوامر .

 مرت الساعات وتوالت التدخلات وأخيرا قيل لنا: مبروك عليكم = ألخاوة تروحو ليبيا ..  = وتم فتح باب الصالة التي كانت بالنسبة لنا زنزانة مغلقة .. وقيل لنا أنتم محظوظون فقد تدخلت جهات في القضية .. لم ننتبه لكلماته وما كان يهمنا سوى العودة للطائرة والإسراع في السماح لها بالاقلاع والسلام لاننا سئمنا ما تمت ممارسته علينا من اللامبالاة والإحباط.

وأخيرا أقلعت الطائرة من مطار الجزائر ولتتضح الصورة وأن كل أوهام الصحافيين قد تبخرت ولا أساس لها من الصحة كل ما هناك أن الوفد الاعلامي الجزائري عاش ما عشناه من انتظار ولم يلتحق بالمطار الا بعد أخذ ورد حول المشاركة في ندوة طرابس وتنزل الطائرة بمطار تونس لتستقبل الوفد الصحبي التونسي ..

الحديث لازال مستمرا

الفصل القادم التغطية الصحافية الممنوعة

 

 

عن editor

شاهد أيضاً

فنون أحواش بإيقاعات العالم بمدينة ورزازات

 خاص : مراسلنا : عبد الرحيم الفقير الادريسي    من تنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333