Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / ثقافة .Cultuur, kunst, film en theater / وللناس فيما يعشقون مذاهب 

وللناس فيما يعشقون مذاهب 

وللناس فيما يعشقون مذاهب                    

 من خواطر عبد الرحيم الفقير الادريسي 

لا أريدني في هذه الحياة كطير ساقته الأقدار إلى قفص واسع الأرجاء بزاد معدود وجناح مقصوص .. كلما رفع رأسه إلى السماء رأى غيره من الطيور هائمة في الفضاء فطار يرجو اللحاق بهم فخانته أجنحته ولم يستطع فحاول حتى وصل إلى الأعلى وإذا بالأوساخ ملتصقة ببساط القفص .

   لا أريدني كغزال اصطادته شباك قناص .. ومن حسن منظره لم يذبحه وجاء به إلى بستان فسيح دائر به سور عال وأطلقه به إلى أجل محدود فظن أنه قد رحم من القناص ولكنه كلما جال في البستان وجد القناص ينظر إليه ووجد السور في آخر مطافه يعجزه عن إطلاق ساقيه للريح .

   أريد من حياتي حياة حرة إلى ما وراء الأسلاك والأسوار .. أتصرف بحرية فيما أقول وأكتب .. فيما أركب وأنزل .. فيما أسير وأقف .. لا أقتاد بأحد ولا أحد يقتاد بي .

    أفضل أن أسير في كل الدروب ..وأقف في كل حي لا لآخذ شيئا وإنما لأعرف مهارة صناعه .. وكلما وصلت إلى بحر وقفت لأتأمل شواطئه لا لأرتوي بل لأبلل أنامي وأتذوق عذوبته وملوحته .

    أريد أن أنطلق من لا شيء وأصل إلى شيء .. لا غرورا ولا ترفعا ولكن إيمانا بموهبتي وقدرتي ..

   أريد أن أكون نفسي بنفسي لأشعر بعذاب المسير وألم العثرات .. لا أعتمد على أحد سوى الله .. واعتمادا على الثقة التي منحتها لنفسي ..

    هكذا أريد المسير في درب القلم سواء كان ذلك شاقا كالسير بالشعاب والجبال .. هذه حياتي الخاصة وما أريد لها .

   أما حياتي العامة فأبنيها على حديث واحد : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا .. واعمل لآخرتك كأنك تموت إذا.

  حياتي الدنيوية أحبها أن تكون طاهرة نقية بيضاء لا تحريف فيها ولا اعوجاج .. أحب الناس أجمع قريبهم وبعيدهم لا فرق عندي بين غنيهم وفقيرهم .. كبيرهم وصغيرهم فهم في نظري سواسية كأسنان المشط إلا من رفعه عمله .. أحترم الكبير وأقدر ضعف الصغير ..

   لا أريد أن أكون وجيها ولا مرائيا ولا غشاشا .. أريد أن أعيش عيش البسطاء مع الناس وبين الناس وفي الناس   .

       لا أريد السعادة كلها ولا التعاسة وحدها .. بل أفضل أن أكون بينهما لأتذوق حلاوة الأولى ومرارة الثانية .. لأستطيع أن أفهم الناس فيما هم طالبوه ويسعون من أجله وخير الأمور أوسطها.

    أحب أن أجالس سيد نفسه وسيد القوم ودليلهم لأسمع أقوالهم ونواياهم ولا أتدخل في آرائهم.

  أحب أن أخابر الناس وأفهمهم وأعرف آمالهم وأشاركهم في أسرارهم وجلساتهم ولا تخرج صحيفتي فارغة .. آملا في أخرج من كل ميدان بوسام ومن كل بحر بياقوتة ومن كل بستان بوردة.

   عملي لآخرتي أحب وأسعى دائما أن يكون صالحا وشريفا يرضي الله والناس أجمعين وأكسب أجرا من الله تبارك وتعالى وأقف على جانب الحق كمواطن صالح في مجتمعه.

عن editor

شاهد أيضاً

بداية الكلام من امستردام..فنون أحواش بإيقاعات العالم

كل المواضيع محفوظة دوليا قانونيا ولا يمكن استنساخها إلا بأمر مكتوب والمخالفة تحتم المتابعة بمحاكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333