Telegraaf-Mensheid-pers1333

عاشقتي في الوجود

عاشقتي في الوجود

عبد الرحيم الفقير الادريسي

 

 

 

 

 

 

ها قد جاءت عاشقتي في الوجود
يتبعها الشفق الأحمر ونسمات المحيط
يحيطها الدمع اليائس
والفجر ونسمة الصبح
بل يحيطها منكبي العريض ….
نمنمة وجوى ازداد قليلا
لقد أتى اليوم جراحا
يا ليث جراحك سيدتي
فالسحاب تزحف وتزحف
لا شيء فيها سوى غمام
أثره راح بعيدا
كان بالأمس في الدروب ينعي التائهين
والليل الدامس أحال عني الشبح
ودونك والذكريات في ليال طويلة
وأصيح ما بين أملين
وأعرضهما بين كفيك
ذاك الذي أقمنا صرحه
فشدته البلابل وحوريات البحر
وهذا الذي نستهويه ليكون
قيثارة المراعي مع الصدى

عيناك في الغيوم تثيرا فسيفساء المطر
ولا زال سحابه بعيدا ..بعيدا
أعاهد فيك الخصوبة
وأعاهد فيك اختناق الرومانسية
شحرجاتك الهادئة وما فوقها

كلمت نفسي فأيقنت أنك هاوية للغيوم
تلك التي حاكها غضب البحر …
أنت قصيدة البحر طوفانه في السحاب
أنت عذوبة السواقي أتت بها أنهار العيون
وكنت نشوتها الدؤوبة…

أسرارك طافت على أمواج وغاصت
غاصت منيرة في متاهات الماء
غاصت تضيء سراجا للبقاع
تمر الأيام وأنت غامضة

يمر المغنون وكذا النائحات
ونسير في درب السكون
أنا لا أخاطب فيك الظنون
ولا هواجس الدجى وحلكته
بل أصيح …
أصيح لعيناك الغارقتان
لبريقهما الذي كحلته أمواج البحار

أنت عذوبة البحر أم ملوحته ؟
فكم تأتين غريبة أطوارا
أنت هدير النهر أم أنت خريره ؟
بل أنت بينهما وفوق ذلك
يا طالما خاطبت فيك النفس وأنت غافلة
يا طالما سألت عنك النهر الذي جاء يغني لطعم عينيك
فملائكة النهر أم حورية البحر أنت ؟
بل أنت بينهما وغير ذلك

أزيحي اللثام لأقرأ من أنت
فالأيام تمر وأنت غامضة
أنت تنثرين الحكمة برموز الحياة
كأنما كسبت حكمة لقان أو جوليانوس

فإلى متى وأنت غامضة؟
تتعانق العيون وتتعانق
وسرك مدفون في أرض جدباء
بل مازال يغوص في البقاع
ونحن ما بين حقيقة وحب
ما بين صحراء وخصبة
فإلى متى تتسترين تحت بقاع المحيط
وخيول نافع دقتها من زمن ولى؟
وسكنتها الهواجس

أما آن لبراق وجهك أن يلمع
ومع غروب شمس المحيط ؟
ومع ذلك …ستبقين عاشقتي
نعم عاشقتي في الوجود وكل الوجود

عن editor

شاهد أيضاً

بداية الكلام من امستردام..فنون أحواش بإيقاعات العالم

كل المواضيع محفوظة دوليا قانونيا ولا يمكن استنساخها إلا بأمر مكتوب والمخالفة تحتم المتابعة بمحاكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333