Telegraaf-Mensheid-pers1333

الموت الأحمر

عبد الرحيم الفقير الادريسي

الموت الأحمر

إنه هدير الزوابع قادم

يكسر الصخور مع طوفانه الغاضب

اسألوا البدر عن تلك الليالي

التي كحلتها العواصف

رمق البرق يقمع

وقلوب للعذارى تتصدع

والموت الأحمر واقف

خشبة الأرجوحة لا زالت تميل

من صفير ريح عاتية

مع أنها عن قريب تتكسر

فالأشجار المثمرة تموت واقفة

موقفها موقف الجبال

لن يهولها الضجيج الغاشم

ستظل تشهد خلود الزمان

بصمات أبطال شداد

نبضات القلوب القاسية

والموت الأحمر لازال واقفا

الخيل منتصبة تعانق التاريخ

تسطر صفات خلود دائمة

ساخرة من ريح

تكسرها الجدران

ريح تجزع كلما تكلم

الرعد

قواقع قصفه تكلمت آتية

من ربوع يافا الحزينة

مخلفة وراءها

أشباح الدمار

برثاء صبية صغار

دموعهم لا زالت تنهار

والموت الأحمر صامت

نظراته الشرسة لن تخيف يافا

مع أن يداها مبسوطتان

أعلام بيضاء فوق الصوامع

تتبسم للأمل القريب

راسمة طيورا في الفضاء

بأصواتها تردد نشيد النداء

على الصدور رسم تاج الفداء

وهم في مسعاهم مولعون

يترقبون المطر الأبيض القادم

من سماء حيفا الصامدة

سحابة راحت تنذر العيون

على أنه جاء اليوم عاتيا

لن يترك لطخة على الجدران

بماء يمحي آثار الجريمة

لن يترك اسم كل عدوان

وكل مختلس وشردمة

وتبقى حيفا صامدة

مع مرور الأزمات

مع توالي النكبات

ويصمت الموت الأحمر

ويظل واقفا

قيثارة الصمود

تنساب عليلة

صداها راح يعلن

في كل الدروب

عن نجم تهلل

لامعا في القلوب

لفلسطين العربية السليبة

للقدس أرض الوحي الحبيبة

عن editor

شاهد أيضاً

بداية الكلام من امستردام..فنون أحواش بإيقاعات العالم

كل المواضيع محفوظة دوليا قانونيا ولا يمكن استنساخها إلا بأمر مكتوب والمخالفة تحتم المتابعة بمحاكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333