المفاجع القاسية
عبد الرحيم الفقير الادريسي
أهلا بك يا دنيا الأحلام في عمري وبأيامك الحلوة الآتية
أهلا بك في ليلة من ليالي الأصيل وقد غزت السعادة مقلتاي الباكية
أنا لك خل ولو ضربت المآسي قلبي زمنا وأنت عني لاهية
أنا لك قرين فاصرفي عني الصدمات التي لبستني دهرا معادية
تبا لها من نجوم نحس طالعتني ساعة ما هممت بالمعالي السامية
فكأنما هجوت نواعس الأحداق أو هتكت البراقع المستورة المحظية
كأنما خرقت السفينة أو هدمت ما بناه الشعراء في بروج عالية
تشفى عذولي من بغضه وكذا الرقيب أمطرني بأقوال ملؤها السخرية
حسبت نفسي في واد مهجور قطنته الغربان وجميع الوحوش الضارية
ذاك زمان خلت فيه نفسي غريبا وأن القوم لم تخلق فيهم روح البشرية
ذاك عمر قضاه زماني علي … فيا ويلتاه من تلك المفاجع القاسية
أخيرا أيقنت أن لا مكانة لي بين قوم قلوبهم سوداء بالحقد معمية
فأهلا بك يا دنيا الأحلام في عمري وبأيامك الحلوة الآتية
رأيتك تحملين لي البشائر كل لحظة تسبقها الأوسمة الذهبية
لمستك تنثرين الورود في طريقي التي زرعها حاسدي بأشواك قاضية
وجعلت من عدوي بالأمس صديقا يهفو إلي بأحسن ترقية
فذاك المراد وذاك الإلهام إذا ما النفس هوت عيشة راضية