افترقنا
افترقنا أيتها المصلوبة بخلايا جسدي
المنقوشة بكل شراييني
افترقنا قبل أن نفترق
كما التقينا قبل نلتقي
يوم كان الشيطان يلهو في رحم الأيام
يدبر لنا لقاء الجنون
فاستحال الحب في عمرنا
إلى ساحة وجع
ينتصر فيها الفرح
وأصبحت الكلمات
مجزرة نذبح فيها ألسنة الحروف
المنتحرة
بتوابيت الأبجدية
افترقنا ياغريبة ومولودنا
الحب يسعى الوجود ..
تركنا الخطيئة تقطع لقاءاتنا بلا حدود
افترقنا وكيف افترقنا؟
وكيف سمح لنا الزمان بذلك بعد خطوات وديعة لنا؟
افترقنا في عتمة الليل المسكونة برعايا الشيطان
افترقنا دون عتاب
أو ملام أو حتى حساب
ودون أن نعلن الحرب أو ندخل معا محكمة الوداع
وقبل أن تتوه أصابعنا بين غيمات الضياع
افترقنا ولا حمت في عيوننا ولا دموع
والعمر يعلن ميلاده فوق الشموع
والقلب يعلن انتحاره بين أنات الضلوع
افترقنا ولم نفترق … وكيف افترقنا؟
مادام الحب يرفع على كوكبنا بيارق الحداد
والدرب الفسيح في خطونا كله سواد
وصوتنا أصبح يحاكي لون الرماد
افترقنا ونحن على موعد سفر
لا عنى طير ولا عزف لنا وتر
وكان تواعدنا على الرحيل مع القدر
فلا رحلت حقائبنا ولا ودعنا البشر
وفات موعدنا عند المنحدر
ومات في عمرنا صخب السفر
افترقنا ليتنا لم نفترق
ولا ضاعت ملامحنا بين الطرق
ولا نزفت مدامعنا عند الشفق
ليت أنك.
ليت أني.
ليتنا لم نفترق
ولم نحترق
وشاعر لم يعلن اسمه بعد