Telegraaf-Mensheid-pers1333

إعصار ب إعصار

عبد الرحيم الفقير الادريسي

إعصار ب إعصار

ها أنت قد داهمتك الحياة مثلما داهمنا جميعا القضاء

وها أنت قد استسلمت لقدرك مثلما نحن مستسلمون

فبين برودة الأشياء التي حولك حرارة لا يلطفها غير لهيب عواطفك

حين انتظرنا طويلا أن تنتهي آمالك وتدوي الرياح إلى مستقرها كنا نصنع الأعاصير داخلنا إعصار بإعصار.

هكذا كانت حياتك

كنت تقولين كما يقول الجميع:

أجمل الأشياء هي التي لم تأت بعد.

نعم. إنها الأشياء الجميلة التي أتت

فهل نحن مفرقون بين الجمال وضده ..

بين الوجود وعدمه؟

حينما كتبت قصائدك كان الجميع يقول إنك شاعرة.

لا في القصائد بل النقاء الذي ضاع منا مثلما يضيع كل شيء

حين كنت تكتبين الشعر كنا جميعا ننظر إلى وجهك السمح الطلق

فهل نحن منتظرون أن يظل اسمك في عواميد الشعر؟

لا بل امتلأت بغير الشعر وأكثر من الشعر

فأين مكانك في زحمة الآتي المضطرب؟

وفي الحاضر الداني؟

المهم أن الأقدار تلقاك كما لقيتنا جميعا …واختارك قدرك في ساعة فرح كما اختارتنا أقدارنا في ساعة مسرة.

وتمر الأيام وتجسد الصور في هيجان العاصفة المحدقة بنا. وكنت أجد مأواي قربك

حين لفنا الضياع في الطرقات كنا نبحث عن مأوى نستظل به ونريح أنفسنا قليل.

إنه الأمل الذي ضاع في التقاط الأنفاس ولو ساعة

كنا نجد في الشعر حياتنا ثم وجدنا فيه موتنا وكلانا كان يبكي وكلانا كان يذكر الماضي القريب.

كنا مباشرة قد ألغينا التساؤل الكبير في ذهننا وانطلقنا حيث افترقنا

دون أن نفترق

ودون أن نحترق ودون محكمة وداع

أو جلسة عتاب

ولم سيطر لنا قلم العقاب سطرا ..

اجتزنا ظلمات عديدة

وعبرنا بحورا من دموع واختصرنا مسافة الطريق بجرة قلم وحكمة لا

عن editor

شاهد أيضاً

بداية الكلام من امستردام..فنون أحواش بإيقاعات العالم

كل المواضيع محفوظة دوليا قانونيا ولا يمكن استنساخها إلا بأمر مكتوب والمخالفة تحتم المتابعة بمحاكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333