Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / RETTERDAM PERS / مناقـب بنــي سودة

مناقـب بنــي سودة

تحت اشراف الأستاذ محمد الوزير ابن سودة صدر مؤلف مناقـب بنــي سودة الأستاذ المكون عبد الهادي ابن سودة

الاعداد للطبع عبد الرحيم الفقير الادريسي خاص TELEGRAAF Mensheid

الحمد لله الذي جعل محبة العرب من الإيمان والانتساب إليه والكون في جماعتهم من النعم والامتنان، المنزه عن النسب والمكان والأوان والشركاء والوزراء والأعوان، الذي من سلالة من طين خلق الإنسان وصوره في الرحم وأبرزه في أحسن إتقان، وفضله بالعقل على سائر الحيوان ، وبلاغة الكلم وفصاحة اللسان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيدي ولد عدنان المبعوث بواضح اللسان وصادق البرهان، المنزل عليه القرآن وعلى آله الذين طهرهم من الرجس والأدران، وأصحابه الذين فازوا بسكنى الجنان ذوات الياقوت والمرجان.

مما يزيدنا شرفا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش من سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه: أن من لم يعرف آباءه وأجداده في الطريق فهو أعمى وربما انتسب إلى غير أهله فدخل في قوله عليه السلام : (لعن الله من انتسب إلى غير أبيه) فلأجل هذا وجب الاعتناء بهذا الباب، ولما كان بيت بني سودة بفاس أشهر من نار على علم فقد تعرض الكثير من المؤرخين بالمدح والثناء على هذه الأسرة أو التعريف بنسبها ومنهم:

  • سيدي محمد بن جعفر الكتاني:سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس …
  • سيدي محمد بن الطيب القادري: ( ت 1187/ 1773 ) نشر المثاني…
  • ليفي بروفنصال:مؤرخ الشرفاء  ( تعريب عبد القادر الخلادي )
  • لسان الدين ابن الخطيب: الإحاطة واللمحة البدرية في أخبار الدولة النصرية.
  • الحافظ ابن خلدون:العبر
  • المقري: نفح الطيب
  • سيدي أبو الربيع سليمان الحوات:الروضة المقصودة ..

ثمرة أنسي…

  • أحمد بن خالد الناصري:الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى الجزء الثامن
  • حسن الجبرتي:عجائب الآثار ج  2 ص 244. وغيرهم كثير.

هجـــــــرة بــنــي ســـودة من دمشــق إلى غرنـــــاطــــــة

نزل بنو سودة أولا بغرناطة الحمراء من جزيرة الأندلس بعد ان وردوا عليها من دمشقة الشام، في نحو ألف فارس يترأسها أميرها بلج بشـر القشيري (ت 742/142 ) حيث حطوا بكورة البيرة، التي غرناطة قاعدتها العظمى بدمشق، قال ابن الخطيب في الإحاطة، والحافظ ابن خلدون في العبر ومثله المقري في نفح الطيب: غرناطة اسم عجمي وهي مدينة كورة البيرة، والبيرة من أعاظم كورة الأندلس وكان لها من الشهرة والعمارة ولأهلها من الثروة والعدة وبها العلماء والفقهاء ما هو مشهور بالجملة، فكانت الأندلس قطب بلاد الإسلام ودار الملك والإمارة والعز والاحترام ومحاسنها أكثر من ان تحصى ومناقبها أبعد من ان تستقصى، و في وصفها ووصف  واديها سلسل المحيط بها يقول ذو الوزارتين لسان الدين بن الخطيب:

بلد يحف به الرياض كأنه

وجه جميل  والرياض  عذاره

وكأنما واديه معصم غادة

ومن الجسور المحكمة سواره

هـجــــرة بني ســــودة  مـن غــرنــاطــة إلى فــــــاس

بعد الرحلة المباركة التي قام بها جدنا الهمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي ابن سودة المري القريشي المكنى بأبي القاسم والذي يعرف عند العائلة السودية بأبي القاسم الداخل أو أبي القاسم القادم، من غرناطة الأندلس إلى مدينة تلمسان حوالي 754هـ/ 1351م. طلبا للعلم والمعرفة وذلك لما احتوت عليه من أسواق عامرة ببضائع العلوم وأشياخ الرواية والدراية حيث أخذ عن الشريف التلمساني الشهير بالعَلوي نسبة إلى قرية علاوة قرب تلمسان. ولما عرفوا من حصافته ونبغه وإتقانه لفنون علمه، قام أمير الوقت آنذاك باستقدامه إلى مدينة فاس بعد أن اشترى له دارا بإحدى عدوتيها، أظن أن المؤرخين قالوا بدرب الغرفي بعدوة الأندلس، فدارت مقابلة علمية أو بالأحرى مناظرة بين جدنا والسلطان أبي عنان المريني المشهور له بتميزه في فنون العلم والأدب ووزيره الشاعر لسان الدين ابن الخطيب، ولما بدى لهم منه كونه العالم العارف والفقيه المحدث والمتقن لفنون العلم والأدب دعاه السلطان للمكوث بمدينة فاس حاضرة العلم والحكمة والتيقظ بعدما قلده منصب كاتب السلطان أبو بكر السعيد بن أبي عنانالمريني سنة 1353/759، وكانت وفاته رحمه الله سنة 1404 / 807 بمدينة فاس حيث دفن بروضة أصهاره في رأس القليعة قرب روضة الولي الصالح أبي مدين.

فكانت بذلك بداية استقرار الأسرة السودية بهذه المدينة العريقة، حيث يرجع نسبها إلى قبيلة بني مرة العربية القريشية كما هو وارد بالروضة المقصودة  (ص13) حـيث يقـولسيدي سليمـان الحـوات في هـذا الصــدد:

بـيـت بنـي  سـودة في مـــرة

أشهــر مـن نـار عـلى عـلــم

وقــدره  مـن فـوقـه  شـرفـا                                            وسـرهـم يبـرئ مـن سـقــم

لا تــأمن الأعـداء صـولتـهــم

فـكـن إليهــم ملقـي السلـــــم

كأنهـم فـي العــرب عقبــانـه                                          وغيـرهـم لحـم علـى وضـــم

وقد عرف سليمان الحوات في كتابه الروضة المقصودة بجملة من علماء البيت السودي(1) الذين تقلدوا المناصب الدينية، من قضاء وفتوى وعدالة وخطابة ونظارة أمثال:

– أبو القاسم بن أبي القاسم محمد بن أبي القاسم  ابن سودة المري القاضي العدل، وأستاذ الأصول والعقائد تولى خطة القضاء على عهد السلطان احمد السعدي بكل من مراكش والرباط، وكانت وفاته في    25 شوال 1004هـ/1595م(2)ودفن بجوار ضريح أبي زيد الهزميري داخل باب الفتوح بباب الحمراء يمين روضة أبي مدين السوسي بفاس القرويين.

– أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم ابن سودة الفقيه المشارك الذي كان يعرف بآخر قضاة العدل بفاس، درس مدة طويلة بالزاوية الدلائية، وقد ولاه قضاء فاس أبو عبد الله محمد الحاج الدلائي عام 1647/1057 وكانت وفاته يوم الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة 1665/1076م،ودفن خارج باب الفتوح بضريح سيدي علي بن حرزهم، بجوار ضريح السلطان  المولى رشيد العلوي السجلماسي طيب الله تراه.

وللمزيد من المعلومات والتفاصيل عن هذه الأسرة انظر الجزء الأول ص 111 –124 من سلوة الأنفاس لمحمد بن جعفر الكتاني(المخطوط).

وعلى العموم فقد لعبت الأسرة السودية دورا كبيرا في الحياة الثقافية والدينية بمدينة فاس، حيث تقلد علماء البيت السودي مناصب دينية ، كالقضاء والفتيا والخطابة والإمامة ونظارة الأحباس منذ العصر المريني.

وفي دراستنا هذه سنتعرض إلى ترجمة الشيخ أبو عبد الله محمد التاودي ابن سودة،  بإسهاب كونه المشهود له بالإمامة والولاية والقضاء والخطابة من نظراء عصره، فهو الشيخ الهمام الفقيه العلامة المحقق المدقق، الولي الصالح، البار الناصح، المتهجد الخاشع، الخاضع المتواضع، المنور السريرة والفكرة، السريع البكاء والعبرة، أبو عبد الله سيدي محمد التاودي بن محمد الطالب الفقيه العلامة المشارك بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن أبي القاسم بن محمد بن أبي القاسم القادم من قاعدة الأندلس وحاضرتها إلى فاس المعروف بابن سودة المري الغرناطي الأندلسي، جمع رحمه الله بين جلالة العلم والدين، شيخ الجماعة شرقا وغربا، كان مجتهدا في العبادة حسن الخلق، محبا لآل البيت شديد الاعتناء بأمور الناس رقيق القلب، كثير البكاء غزير العبرة ، وله مآثر شهيرة ومناقب كثيرة وبركات حميدة ومكاشفات عديدة، وطال عمره إلى نحو أربع وثمانين سنة، وهو متمتع رحمه الله بالسمع والبصر مع نحافة الجسم، له عدة تآليف سنتعرض لها في نهاية هذه الدراسة، كان مولعا بزيارة قطب الأقطاب سيدي عبد السلام بن مشيش، ترجم له تلميذه أبو الربيع سليمان الحوات في تأليفه المسمى بثمرة أنسي في التعريف بنفسي، وأفرد ترجمته في مؤلف جامع وسماه بالروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة..(3)

 

(1)انظر الباب الأول والثاني في االروضة المقصودة للمزيد من التفاصيل عن الأسرة السودية.

(2)انظر ترجمته عند:

  • القادري، التقاط الدرر،ج1، ص 24.
  • القادري، نشر المثاني، ج1، ص 52.
  • الكتاني، سلوة الأنفاس، ج 2، ص 61.
  • العباس بن إبراهيم،الأعلام، ج1، ص 378.
  • ابن منصور، أعلام المغرب العربي، ج2، ص 142.

(3)انظر: الكتاني سلوة الأنفاس، ج1، ص 112.

عن editor

شاهد أيضاً

Lancement officielle de la 15ème édition de l’Université d’été au profit des jeunes Marocains Résidant à l’Etranger.

La 15ème édition de l’Université d’été au profit des jeunes Marocains résidant à l’étranger a …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333