Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / ثقافة .Cultuur, kunst, film en theater / الاستاذ لحسن بازغ يلقي محاضرة تحت عنوان ملوك الدولة العلوية والأمازيغية……..أية علاقة؟

الاستاذ لحسن بازغ يلقي محاضرة تحت عنوان ملوك الدولة العلوية والأمازيغية……..أية علاقة؟

Telegraaf m PERS

Journalist Al Idrissi Fakir

على هامش الاحتفال بمرور 390 سنة على تأسيس الدولة العلوية الشريفة المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والاعلام والتسامح بشراكة مع جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة تحت شعار :

 بيعة الملوك العلويين تجسد التلاحم بين القيادة والشعب

  الاستاذ لحسن بازغ يلقي محاضرة تحت عنوان ملوك الدولة العلوية والأمازيغية……..أية علاقة؟

يمكن القول إن الملكية معروفة عند الأمازيغ منذ القدم، فالملك يقال له (أكليد) والملكة (تاكليدت). فقد تم تأسيس مرحلة مهمة أنداك وهي احتضان الأمازيغ للمماليك الإسلامية بالمغرب. يكون الملك من آل البيت أو من العلماء ويرتبط نسبه عن طريق المصاهرة بالزواج، وإذا رجعنا إلى التاريخ خاصة في القرن الثاني الهجري لما جاء ادريس الأول وهو من آل البيت إلى المغرب فارا من بطش العباسيين فاحتضنته قبيلة أوربة الأمازيغية فاقام دولة ملكية الأدارسة بالمغرب، بعدها جاء المرابطين فالموحدين والسعديين والعلويين.

وقد حرص الملوك العلويون فيما بعد على تعليم الأمازيغية لأولياء عهدهم، ولم ينقطع هذا العمل إلا مع الملك عبد العزيز بن الحسن الأول لظروف خاصة. وانطلاقا من الملك محمد الخامس، عادت الأمازيغية لتأخذ طريقها من جديد مع كل من المرحوم الحسن الثاني ومحمد السادس.

هذه العلاقة التكاملية لتي تجمع الأمازيغية بالملكية كانت السبب الرئيسي الذي أعلن فيه المرحوم الحسن الثاني في 20 غشت 1994 الذكرى 41 لثورة الملك والشعب عن قرار تاريخي وهو إدماج الأمازيغية اي اللهجات في المنظومة التربوية، والذي صرح فيه بأن الأمازيغية جزء في ثقافة المغرب. وكان من النتائج الإيجابية والمباشرة لهذه الخطوة ظهور آليات أخرى تجسد كلها الالتفات إلى الأمازيغية وهي إدخال نشرة أخبار مسائية متلفزة باللهجات تامزيغت وتريفيت وتاشلحيت سنة 1995.وستليها مبادرات اخرى ايجابية .

أما الملك محمد السادس فقد جعل في خطاب العرش يوم 30 يوليوز 2001 مناسبة مهمة لمكاشفة الشعب المغربي بمسألة تتعلق بالهوية المتميزة بالتنوع والتعددية والوحدة والالتحام والتفرد عبر التاريخ حيث قال “وحرصا منا لتقوية دعائم هويتنا العريقة واعتبارا منا لضرورة إعطاء دفعة جديدة لثقافتنا الأمازيغية التي تشكل ثروة وطنية لتمكينها من وسائل المحافظة عليها والنهوض بها وتنميتها، فقد قررنا أن نحدث بجانب جلالتنا الشريفة وفي إطار رعايتنا السامية معهدا ملكيا للثقافة الأمازيغية نضع على عاتقه علاوة على النهوض بالثقافة الأمازيغية، الاضطلاع بجانب القطاعات الوزارية المعنية بمهام وصياغة وإعداد ومتابعة عملية إدماج الأمازيغية في التعليم وإعطائها فرصة الاقتراح بما من شأنه تقرير مكانة الأمازيغية في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والشأن المحلي والجهوي مجسدين بذلك البعد الثقافي المفهوم الجديد للسلطة الذي نحرص على إرسائه وتفعيله باستمرار”.

ولقد تلا ذلك وضع الطابع الشريف على الظهير المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 17/10/2001 في أجدير بإقليم خنيفرة حيث قال جلالته بالمناسبة ” إننا نريد في المقام الأول التعبير عن إقرارنا جميعا بكل مقومات تاريخنا الجماعي وهويتنا الثقافية الوطنية التي تشكلت من روافد متعددة صهرت تاريخنا الجماعي ونسجت هويتنا في ارتباط وثيق بوحدة أمتنا الملتحمة بثوابها المقدسة “، مؤكدا أن الأمازيغية التي تمتد في أعماق تاريخ الشعب المغربي هي ملك لكل المغاربة بدون استثناء وأنه لا يمكن اتخاذ الأمازيغية مطية لخدمة أغراض سياسية كيفما كانت طبيعتها “.

بعدها عين الملك محمد السادس محمد شفيق عميدا للمعهد المذكور مشددا على أن تعكس تركيبة مجلس إدارته ومختلف الدراسات والمقترحات والتوصيات الصادرة عنه البعد الوطني للثقافة الأمازيغية.

مبادرة الملك هاته كانت مسبوقة بمجموعة من المؤشرات منذ تولية العرش والتي تدل على أن مبادرته هذه ليس نتيجة ضغط أحداث داخلية أو خارجية بل نابعة من قناعاته بالموضوع وفي سياق الثقافة السياسية المغربية، وهذه بعض المؤشرات باختصار :

  • تسمية جلالته لفوج الضباط سنة 2001 بفوج المختار السوسي.
  • تصحيحه أثناء حوار مع le figaro لكلمة بربر بإيمازيغن وإظهاره لجذوره الأمازيغية (أبي عربي واماأمي أمازيغية)
  • تعيين حسن أوريد ناطقا رسميا باسم القصر الملكي الأمر الذي اعتبره الأمازيغيون خير إنصاف للأطر الأمازيغية.
  • تكلفه بمصاريف العلاج لأحد مناضلي الأمازيغية على صدفي أزايكو بفرنسا (معتقل الأمازيغية سابقا).
  • إشارته بضرورة تخصيص مترجمين يكونون رهن إشارة المتقاضين الذين لا يعرفون العربية في المحاكم.
  • الزيارة التاريخية للريف والتدشينات في المناطق الأمازيغية لفك العزلة عنها.

فإذا كان تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية محكوم برؤية مجتمعية، فإنه مع ذلك لا يخلو من دلالات أخرى ومن رسائل وإشارات موجهة إلى عدة أطراف وفاعلين سواء من حيث بنيته التنظيمية وهيكلته أو من حيث الطريقة التي تأسس بها.

ذلك أن المعهد الملكي تم إحداثه بظهير شريف، وعميد المعهد الذي تولى إدارته هو محمد شفيق صاحب البيان الأمازيغي وعضو أكاديمية المملكة وتولى سابقا إدارة المدرسة المولوية… إضافة إلى الأمين العام للسكرتارية الإدارية للمعهد وأعضاء مجلس إدارته تم تعيينهم أيضا من طرف الملك، وقد تم هذا التعيين بناء على المسطرة المتفق عليها بين عميد المعهد واللجنة الملكية والقاضية بأن يعد محمد شفيق لائحة وكذلك الأمر بالنسبة للجنة الملكية على أساس أن يتم القبول الأتوماتيكي للأسماء المتكررة في اللائحتين ويبحث عن التوافق بالنسبة للأسماء الأخرى.

فحسب الظهير المؤسس والمنظم للمعهد نجد أنه سيقوم بإبداء رأيه لجلالة الملك في التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها (له دور استشاري) كما أنه سيساهم في وضع السياسات التي تمكن من إدراج ودمج اللغة الامازيغية في المنظومة التربوية وضمان إشعاعها في المجال الاجتماعي والثقافي والإعلامي الجهوي والوطني (دور الدراسة والبحث العلمي وخاصة في مجال التربية وتعليم الأمازيغية).

ويقوم بتسيير هذا المعهد بحسب الظهير، مجلس إداري مكون من 40 عضوا على الأكثر يعينون من طرف الملك لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة الشيء الذي سيمكن من ضخ دماء جديدة في المعهد في كل مرحلة، ويدير المعهد عميد يعينه الملك من مهامه إعداد مشروع النظام الداخلي للمعهد وإحالته على المجلس الإداري لدراسته ورفعه إلى الملك للمصادقة عليه، كما يقوم أيضا برفع تقرير سنوي للملك مفصل مصادق عليه من قبل المجلس الإداري عن أنشطة المعهد وبرامجه والمشاريع التي سيعلن عن إنجازها في كل سنة وعن سير وتدبير الميزانية، ويأمر جلالته عند الاقتضاء بنشر التقرير السنوي كلا أو جزءا في الجريدة الرسمية.

أما مهام المجلس الإداري فإضافة إلى تخويلها ما يلزم من السلطات والاختصاصات لتسيير المعهد، فهو يقوم بإحداث مجموعات عمل ولجان دائمة ومؤقتة، منها اللجنة الخاصة بالتعيينات والمكلفة بدراسة مقترحات العميد بشأن التعاون بين أعضاء المجلس الجدد والقدامة الذين انتهت مهمتهم أو الأعضاء الذين سيمثلون المعهد في الخارج، كما ينص الظهير أيضا على تأسيس منصب أمين يعين هو الآخر بظهير وتعهد إليه شؤون السكرتارية الإدارية للمعهد.

إن إحداث وتأسيس المعهد بالشكل الذي حصل به يحمل دلالة سياسية سواء في كيفية التأسيس أو الإشارات التي جاءت في الخطاب الملكي الذي أعلن فيه التأسيس، فهو كفضاء وكمؤسسة له استقلاليته ولا يحق لأي طرف سياسي أو مؤسساتي آخر التدخل فيه، وهذا الحرص على فصل المعهد عن باقي المؤسسات السياسية الأخرى، يفسر برفض تسيير الأمازيغية حيث وكما أكد على ذلك الملك في خطابه أن الأمازيغية التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ الشعب المغربي ملك لكل المغاربة بدون استثناء ” وعلى أنه لا يمكن اتخاذها مطية لخدمة أغراض سياسية كيفما كانت طبيعتها ” وهذا يجعل الأمازيغية مثلها مثل المسألة الدينية ممنوعة من التسيس.

فالخطاب الملكي ومبادرة تأسيس المعهد بهذا المضمون يوجه رسالة واضحة، إذ لا مجال للركوب على الأمازيغية لأهداف سياسية، فهي قضية فوق الجميع ولا يحق لأية فئة أو جماعة لأن تحتكرها لنفسها أو تدعي امتلاكها، فهي موروث مشترك كما لا ينبغي التعامل مع الأمازيغية من موقع انغلاقي متطرف، فتأسيس المعهد جاء كفصل للمقال بين دعاة تسييس الأمازيغية من جهة وبين دعاة التنكر لهذا المكون الأساسي من شخصيتنا المطبوعة بالتنوع في إطار الوحدة، والموقفان معا يندرجان في خانة الانغلاق والتطرف، لأن الموقف الأول قد يجر المغاربة إلى التفرق والتمزق والعرقية الممقوتة، والموقف الثاني يكرس اللامساواة واللاديمقراطية ويهمش جانبا من ثقافتنا ويتنكر أصحابه للجذور التاريخية للمغرب.

عن editor

شاهد أيضاً

بداية الكلام من امستردام..فنون أحواش بإيقاعات العالم

كل المواضيع محفوظة دوليا قانونيا ولا يمكن استنساخها إلا بأمر مكتوب والمخالفة تحتم المتابعة بمحاكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333