Telegraaf-Mensheid-pers1333

صحافة “المساومة”

ظهرت صحافة “المساومة” من يدفع يمجد ومن لا يدفع يشهر به

حرص ليوطي على السيطرة على الصحافة لإبعاد المغاربة من السياسة

 

التاريخ المغربي : Moroccan History عانت الصحف من سلبيان القانون 1914 ومن سلبيات الحرب، ومع ذلك فقد تطورت الصحافة ولعبت أدوارا مهمة:أ- قامت جريدة L’Eco du Maroc بدور احتجاجي: انتقدت الإقامة العامة ولقبت المغاربة ببني وي وي أي قبيلة نعم نعم. ص101. وقد تجرأ مؤسسها وطالب بتغيير المقيم العام.ب- استفادت الصحافة من هامش للحرية بعد 1919.د- لعبت بعض الصحف دورا تحريضيا في بعض القضايا مثل المضاربة في العملة المغربية حينها وهي الريال الحسني. لم يكتف بعض الصحفيين بالكتابة، بل شكلوا لجنة للدفاع عن الفرنك الفرنسي.هـ- ظهرت صحافة “المساومة” من يدفع يمجد ومن لا يدفع يشهر به.بعد كل فترة تراخي، تعمل الإقامة العامة على استعادة زمام الامور للسيطرة على الإعلام، من ضمن إجراءاتها:- دفعت مبلغا لأحد الصحفيين الفرنسيين مقابل يتخلى عن جريدته ويغادر المغرب، حصل الصحفي المزعج والمغامر على المبلغ وتولى موظف من الإقامة العامة مسؤولية إدارة الجريدة.- عملت على تفليس الجريدة التي طالبت بإقالة ليوطي، أولا بوقف دعمها ماديا، ثانيا بمنع التعامل مع مطبعتها، ثالثا بتوصية الأبناك بوقف التعامل معها، وأخيرا بخلق متاعب لصاحب الجريدة. حتى أنه اضطر لبيعها لرجل الأعمال Pierre Mas وهو ما أسعد ليوطي فأخبر وزارة الخارجية الفرنسية بالصفقة.- بعد الحسم مع جريدة L’Eco du Maroc انتقلت الإقامة العامة إلى جريدة La Vigie du Maroc وكانت في ملكية معمريْن، باني طرق وصاحب مطاحن، وقد ابتزت الإقامة العامة الثاني فباع نصيبه لمعمر على صلة بالإقامة، وبعد ذلك صار بيير ماص من المساهمين فيها.

4- في الحالات التي لم تنفع فيها الأساليب المالية، لجأ ليوطي إلى ما سماه تنظيف قطاع الصحافة، وذلك بتهديد وتلفيق تهم للصحفيين الذين لايملكون مقاولات يخافون عليها. أما لذين لم يستوعبوا الدرس فقد تم طردهم استنادا إلى قانون الطوارئ الذي لم يلغ حتى بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. ص118.

5- عمل ليوطي على منع نشر إنجازات المقاومة الريفية، لأن أصداء معركة انوال جعلت الفرنسيين يخشون انتشار عدوى المقاومة المسلحة. لذلك، فمن إجراءات المقيم العام إبان حرب الريف: أولا دعى مدراء الصحف الرئيسية في المغرب ونبههم إلى تجنب أية إشارة إلى الإسبان. ثانيا منع إرسال أي تلغراف للصحف ما لم توافق الإقامة على مضمونه، ثالثا كلف ضباطا بزيارة هيآت التحرير يوميا للمراقبة. رابعا منع دخول بعض الجرائد من الخارج، خامسا منع تعليق نص إعلان حقوق الإنسان والمواطن بدعوى أنه يشكل خطرا على السلطان6- حرص ليوطي على السيطرة على الصحافة لإبعاد المغاربة من السياسة. وقد طرد أحد الصحفيين لمجرد أنه اتصل بمغاربة مضربين في إحدى الشركات.كان لهذه السياسة اثر على الصحف، فقد تمكن بيير ماص من السيطرة على ثلاث منذ 1919، وهكذا بدأت إمبراطوريته الإعلامية، ولم تدخر الإقامة العامة جهدا لدعمها. وقد احتكر ماص عائدات الإشهار وأسس وكالة أنباء وشركة لاستيراد الورق. وتميزت صحف رجل الأعمال بتجنب إظهار أي لون سياسي والتركيز على الأخبار والمعلومات والرياضة والتسلية والموضة وأخبار المسؤولين ص126.

في محاولة للمنافسة دون فهم قواعد اللعبة، أسس رجل أعمال آخر يدعى فرانسيس بوسي جريدة La presse du Maroc. وطالب باستفادة المغاربة من مبادئ الثورة الفرنسية وانتقد الإقامة العامة التي تدعم ماص، اتصل ليوطي ببوسي وعرض عليه قرضا لدعم جريدته، مقابل أن يتكلف البنك بتعيين رئيس التحرير، وهكذا فقد الرجل الخط التحريري لجريدته التي أصبحت تنقل أخبار العالم وتتجاهل كل ما يتعلق بالمغرب. احتج بوسي في باريس، لكن ذلك لم يجده، إذ بدأ عداء ليوطي له يؤثر على أعماله، وكهذا باع بوسي جريدته، وقد تسلم أحد الجنرالات تسييرها فأصبحت في خدمة الإقامة العامة.

خلاصة هذه الفترة، هي أن بصمات صراع المرحلة، وهي أولا الحرب العالمية الأولى، ثانيا حرب الريف، ثالثا عمليات تتميم احتلال المغرب عبر السيطرة على نقط التمرد، رابعا نظرة ليوطي للسلطة الرابعة كمؤسسة تابعة وهو ما عكسه قانون 1914 والممارسات اليومية… ساهمت كل هذه العوامل في انعدام جو سياسي ليبرالي يدعم حرية التعبير، مما ألزم الصحف بالتحرك ضمن الخطوط المرسومة من طرف السلطة السياسية، وقد فشلت كل الصحف التي حاولت رفض هذا الوضع.

2- الصحافة بين حرب الريف والحرب الثانية 1926-1939

مع وصول المقيم العام الجديد، Théodores Steeg ، بدأت مرحلة اخرى من تاريخ الصحافة في المغرب، لكنها لم تشكل قطيعة مع المرحلة السابقة، رغم أن المقيم كان مدنيا وليس عسكريا. وقد ميز المؤلف في هذه المرحلة بين نوعين من الصحف: يوميات كبرى وأسبوعيات صغرى.

اليوميات الكبرىكانت الصحف تعاني من صعوبات مادية، فمثلا، يدفع الناشرون 12.5% في المائة جمارك على آلات الطباعة، يدفعون 12.5 سنتيم للكلمة في التلغراف من باريس إلى البيضاء، بينما يدفع الجزائريون سنتيمين ونصف فقط. سعر الورق في المغرب أغلى ب30% عن سعره في فرنسا. لذا طالب الناشرون بتخفيض ضريبة الجمارك ورسوم التلغراف، وقد استجاب المقيم العام لبعض هذه المطالب، فاستثمر الناشرون الموارد المتحصلة في تجديد بنيات صحفهم وتوسيع انشطتها.

على صعيد التسيير، حاولت بعض الجرائد توسيع دائرة قرائها بطرق مختلفة منها:

1- اهتمت بأخبار بعض الجاليات مثل الجالية البلجيكية.

2- خصصت صفحات بالتناوب لمختلف المناطق المغربية.

3- قادت حملات ودخلت في سجالات ضد بعض الأسبوعيات، والهدف جلب قراء جدد، من مواضيع السجال تحريض بعض الصحف للمقيم العام ضد البعض الآخر. فقد كان مدراء أحد الصحف مخبرا ويحرض ضد الصحفيين الذين ينشرون الخطر البلشوفي. وكانت لهذه السجال سلبياته، مثلا دخلت بعض الجرائد في معارك على عدة جبهات مما أضعفها، كاد أحد السجالات ينتهي بمبارزة بالسيف بين صحفيين، وانتهى آخر في المحكمة التي طردت صحفيا من جريدة، فاعتبرت جريدة أخرى الحكم انتصارا لها ص152

عن editor

شاهد أيضاً

في الدورة 55 لمجلس حقوق الانسان

Historisch record… La presse dit : Un corner préparé et présenté par le journaliste Abderrahim …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333