TelegraafM موقع إلكتروني إخباري يصدر من أمستردام
مقالات مشابهة
Nasrallah Salah al-Din is een man met moeilijke taken
من الجالية المغربية بفرنسا : نبذة قصيرة عن مهام فاعل جمعوي نصر الله صلاح الدين
رجل المهام الصعبة
إنه نصر الله صلاح الدين ،
نعم الإسم ونعم النسب، والرحمة والغفران لمن اختاره ولأمة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
ولد ونشأ وترعرع نصر الله صلاح الدين في بيت وضيع من بيوت أحد الأحياء بمدينة الدار البيضاء في بداية الخمسينات من القرن الماضي، من والدة سنية فاضله تقية، وأب مناضل ومقاوم حارب الاستعمار بكل ما أوتي من قوة وشجاعة ورجولة ووطنية.
هذا السلوك الأسري ترك أثره العميق في نفسية صلاح الدين، هذا الذي عاين المستعمر الذي اقتحم باب منزل والديه غير ما مرة، باحثا عن والده المناهض للاستعمار ، للتنكيل به وتعذيبه للتحركات التي كان يقوم بها ضد الفرنسيين؛ والطفل لا يزاقبضتهم.عومة أظافره. وبذلك أصبح حب الوطن ساريا في شرايينه.
ولما بلغ حوالي العشرين من عمره، سلك مسلك البعض من الشباب الذين ركبوا موجة الهجرة؛ هذه التي ألقت به في فرنسا وبالضبط بمنطقة الشمال الفرنسي.
انبهر هذا الشاب بأجواء الحرية المطلقة ببلاد الهجرة، وبالحياة التي يحياها الشباب الفرنسي هناك بملذات الحياة، فشرب من هذا الغدير بعض الجرعات، لكنه استدرك سريعا بأن العودة إلى الصواب من شيم المواطن المغربي الصالح. وبذلك انخرط حينا في الميدان الجمعوي والثقافي، وأصبح ينظم سهرات فنية لفائدة الجالية المغربية، ولا تحل أية مناسبة وطنية إلا ويغتنمها فرصة لجمع شمل المواطنين هناك والتخصيص على شرفهم لحفلات غنائية يستدعي لها مغنيين عرب وأمازيغ من المغرب.
وفي مرحلة كهولته انخرط في الميدان الجمعوي للوداديات وأصبح عضوا فعالا في ودادية العمال والتجار المغاربة بفلانسيان شمال فرنسا، إلى جانب رئيس الودادية آنذاك المرحوم علي وهبي.
ومن بين الأنشطة التي كان يشتغل عليها ، تكوينه لفريق رياضي لكرة القدم الذي كان يحمل اسم : الشباب الرياضي المغربي لفلانسيان، هذا الفريق الذي عرف انتصارات متعددة، ونال جوائز متميزة في دوريات كثيرة سواء في فرنسا أو في دول اروبية أخرى أو بأرض الوطن. ولم تقتصر الودادية التي كانت ينتمي إليها نصر الله صلاح الدبن على الرياضة فحسب، بل هناك أنشطة اجتماعية ودينية ووطنية، تمثلت في تخليد المناسبات الوطنية وخصوصا عيد العرش مع رعايا صاحب الجلالة بالمهجر، ناهيكم عن المظاهرات التي كان يشارك فيها بكل إرادة وحس وطني دفاعا عن الوطن وعن مغربية أقاليمنا الصحراوية، والتي نظمت لمرات متعددة في كل من شمال فرنسا وباريس وبلجيكا وهولندا. حيث تعرض للضرب والجرح في المسيرة المقامة بتروكاديرو بالقرب من برج ايفل من طرف مرتزقة البوليساريو وبالرغم من هذا كله لم يثنه عن عتق امرأة ورجلين من قبضتهم
ولا يمكن إغفال الجانب الديني، والمتمثل في إحياء المناسبات الروحية وتخصيص مسابقات ثقافية للتلاميذ المستفيدين من دروس اللغة العربية والثقافة المغربية وللأطفال الذين يتابعون الدروس الدينية في الجمعيات الدينية، دون نسيان حل الخلافات التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى في المساجد والتي كان لصلاح الدين طابعه الخاص في وضع حد لهذه النزاعات وعودة الأمور إلى نصابها.
وهناك تحركات أخرى لصلاح الدين والتي يمكن تلخيصها في مرافقته لبعض أفراد الجالية لقضاء مآربهم المعقدة في القنصلية، والتي يجد لها الحل المناسب في إدارتنا بليل والتي يكن التقدير والاحترام والامتنان لموظفيها.وما إلى ذلك من الأعمال المشكورة التي ما فتيء يقوم بها؛ خصوصا عندما أصبح رئيسا للودادية المذكورة بعد وفاة رئيسها السابق علي وهبي، والتي تتجلى في زيارة السجناء من أصل مغربي، وفي زيارة المرضى بالمستشفيات،وفي استقبال حجاجنا الميامين بالمطار، وكذا مساعدة الأسر المكلومة عند وفاة أي فرد منها، بالتواصل مع شركة التأمين والقيام بالإجراءات الكفيلة بنقل الجثة إلى أرض الوطن…
هذه بخلاصة شديدة هي بعض الأعمال التي قام ولا يزال يقوم بها نصر الله صلاح الدين حبا في المواطن المغربي أينما حل وارتحل، وحبا في وطنه المغرب، وحبا في الرسالة الوطنية التي تمسك بها عن طواعية واختيار وبحس وطني كبير ؛ تفانيا في حبه لأرض آبائه وأجداده، وإخلاصا للشعار الخالد : الله، الوطن، الملك.
مولاي المصطفى بابوي
عضو سابق للبعثة الثقافية المغربية بالخارج
