Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / عربي ودولي..Arabisch en internationaal / صحافة المقاومة بالمغرب

صحافة المقاومة بالمغرب

صحافة المقاومة بالمغرب

 

التاريخ المغربي : Moroccan History

    رغم هذه المنافسة، فقد كانت بعض الصحف تتوحد أمام أي خطر يتهدد مصالحها، مثل ظهور عامل طباعة شيوعي يحاول تنظيم زملاءه نقابيا، طرد من المغرب كي لايعدي المغاربة، بالمقابل كان بعض الصحفيين المطيعين يتلقون أظرفة من الإقامة العامة. أما ماص فقد فقد دعم المقيم العام الذي كان رفيقا له في نفس الحزب، لذا فكر في تقليص إمبراطوريته الإعلامية ببيع بعض الجرائد، لكن المشروع عرقل كي لا تقع جرائد ماص في يد قوى لا توافق على السياسة العامة للإقامة. بعد العرقلة غير ماص خطته وأسس يومية جديدة بفاس عام 1929 باسم Le Courrier du Maroc وقد تولى عقيد متقاعد إدارتها. واستهدفت الجريدة إزاحة تأثير الجرائد الجزائرية على الجهة الشرقية، وقد بلغ توزيعها 21ألف نسخة عام 1934. أما حين وصل المقيم العام الثالث فتوسعت إمبراطورية ماص أكثر، باعتباره قطب صحافة الباطرونا ص 155. وقد نجح ماص في السيطرة على الجمعية المهنية للصحفيين الفرنسيين بالمغرب، فمن ضمن 25 عضوا في المكتب، يتبع له 19 صحفيا. كما نجح في قطاعات الأبناك والعقار وفي منع التنظيم النقابي لعمال مطابعه. وقد أثرت هذه المصالح الضخمة على الخط التحريري لجرائد ماص.

كانت صحف رجال الاعمال جرائد معلومات عامة تحاول الإستجابة لتطلعات دائرة واسعة من القراء، يغطي الإشهار جزء كبيرا من تكاليفها، تتلافى الإعلان عن لون سياسي محدد، ولم يكن المقيم العام يخشى اليوميات الكبرى، لأن مصالح اصحابها تتحكم في اختيار المواد التي تنشرها، لكنه كان يخشى الأسبوعيات الصغيرة التي لاتملك ما تخسره. ص153.

الأسبوعيات: صحافة الرأي

كانت الظاهرة الإعلامية الأبرز بعد مغادرة ليوطي لمنصب المقيم العام هي ازدهار الأسبوعيات، وقد عملت على مساءلة عهد الجنرال، في حين اعتبرته اليوميات الكبرى عهدا ذهبيا. وقد كان نصف الأسبوعيات مسيسا في اليمين او اليسار. من صحف اليمين L’Echo de France ومن صحف اليسار Redd-Balek وأسبوعية Le Cri du Maroc ، وقد اتهم احد كتابها الجنرالات باستغلال الفلاحين الصغار، اعتقل ذلك الصحفي ولفقت له تهمة تحريض جنود فرنسيين على الفرار من الجيش. وهو ما أبهج الصحف اليمينية.

كان المنع هو الوسيلة المثلى لدى السلطة، كمثال تم منع 33 جريدة بين عامي 1926و1927، وذلك بحجة حماية النظام العام. بعد منع أسبوعية Redd-Balek أصدر صاحبها أسبوعية أخرى باسم الإشتراكي المغربي عام 1932، وقد تمكنت المنابر الإشتراكية من فرض نفسها وهو ما ساهم في تسييس ساكنة الدار البيضاء. وبها صدرت أول جريدة شيوعية سرية باسم Le Maroc Rouge عام 1935. وعندما تحجم السلطة الإستعمارية عن متابعة بعض الصحف، فإنها تكلف بعض الأعيان مثل الكلاوي برفع دعاوي ضد الجرائد المزعجة. وقد تطورت بعض الصراعات إلى درجة إنشاء أسبوعيات العرضية لتصفية حسابات مرحلية. ص159.

رغم ذلك فقد تطور المشهد الإعلامي، إذ أدى صعود اليمين في أوروبا إلى تقارب اليساريين في المغرب، وقد تمكنوا من فرض تغيير المقيم العام، وقد أسس الشيوعيون جريدتهم العلنية الأولى Clarté وطالبوا بالسماح بتوزيع جرائد يسارية فرنسية في المغرب مثل L’Humanite، بل وطالبوا بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لصالح المغاربة، وقد رفضت Clarté نشر الإشهار الرأسمالي، كما رفضت اعتبار الحركة الوطنية المتبرجزة ممثلة للمغاربة. حين توقفت Clarté عن الصدور بعد حصول انشقاق داخل طاقمها، تأسس الحزب الشيوعي المغربي عام 1938 وأصدر جريدته الأمل.

كانت الأسبوعيات مولعة بالجدال، وأتاح ذلك بداية فرز اليمين واليسار بوضوح متصاعد. وساهم هذا الفرز وما رافقه من تطورات في ابتكار “المؤامرة الشيوعية” واتخاذها ذريعة من طرف السلطة الإستعمارية لمنع كل رأي معارض، وصار ضباط الإحتلال يأمرون بمنع كل جريدة مخالفة.

نشأة الصحافة الوطنية المقاومة

لم يكن للمغاربة يد في هذا المشهد الإعلامي، رغم أن النخبة المغربية كانت معجبة بالصحافة المشرقية، وتتوق للإقتداء بها، لكن هذه النخبة لم تتمكن من ذلك لان القوانين القمعية قد استهدفت الصحف العربية والعبرية التي يمكن أن تظهر فتستقطب أعداد كبيرة من القراء. لذا لجأت تلك النخبة إلى المساجد للتواصل والتعبئة.

بعد ذلك فكر المتعلمون المغاربة الذين تخرجوا من المدارس الفرنسية في إصدار جريدة، لكن تعقيد القوانين ونقص التجربة عرقل المشروع، وقد تدخل شكيب أرسلان لدى اليسار الفرنسي ليدير أول مجلة مغربية شهرية في الخارج باسم Maghreb وعين أحد حفدة كارل ماركس مديرا لها. وصدر أول أعدادها في يوليوز 1932.

وقد توحدت الصحف الفرنسية في المغرب لخنق المجلة، وهو ما تحقق بعد صدور 24 عددا. لكن التحربة أفادت بعض الشبان المساهمين في Maghreb والذين سيلعبون دورا في تاريخ الصحافة المغربية مثل محمد حسن الوزاني، أحمد بلافريج، محمد اليزيدي… للإشارة فإن الوزاني هو أول مغربي يتخرج من المدرسة الحرة للعلوم السياسية بباريس، وقد درس الصحافة كذلك.

عمليا، لم تحقق مجلة Maghreb طموح الوطنيين الشباب، لذا سعوا إلى تأسيس جريدة عربية محلية يومية أو أسبوعية تعبر عن مطالبهم ص199، استحال ذلك فعمل الوزاني على إصدار جريدة ناطقة بالفرنسية رغم معارضة التيار التقليدي في الحركة الوطنية، وهو تيار يطالب بجريدة عربية أو لا شيء. وقد أصدر الوزاني جريدة L’Action du peuple في فاس يوم 4-8-1933، وأشارت إلى أنها أسبوعية تدافع عن المصالح المغربية ص200.

فورا بدأت مآمرات إفشال المشروع، ظهر شخص مجهول يدعى الوزاني أيضا وأصدر جريدة باسم La France au Maroc وذلك أولا لبلبلة الأذهان، ثانيا لتذكير الجميع بأن فرنسا تحكم وثالثا لانتقاداللبرالية الخطرة للإقامة العامة ومطالبتها بمنع L’Action du peuple. المحاولة الثانية هي خلق شقاق بين حسن الوزاني والفرنسي الذي اتخذه كمدير/ واجهة للإلتفاف على قانون الصحافة الذي يشترط ألا يكون مغربي مديرا لجريدة. لكن المؤامرة لم تنجح، لأن الوزاني عثر على فرنسي آخر استخدمه كواجهة. رغم هذه العراقيل فقد نجح الوزاني في مهمته، وأصدر المغاربة صحفا مفرنسة بالتواطؤ مع فرنسيين يكونون مدراء واجهة، وهذه هي االثغرة التي استغلها الوطنيون وتغاضت عنها سلطات الحماية ما دامت الأغلبية المطلقة من المغاربة لاتقرأ الفرنسية، لكن مدير الشؤون الأهلية اكتشف سنة 1933 أن هذه فرضية خاطئة، لأن المغاربة يترجمون مقالات L’Action du peuple لقراءتها.

عن editor

شاهد أيضاً

منازل الفنانين الكبار تتحول في العالم إلى مواقع سياحية تجلب السياح

عبد الرحيم الفقير الادريسي *السياحة الامستردامية ما بين متحف فان جوخ  ومتحف ريجكس الشامل رامبرانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333