الطلاق والنفقة والخوف شبح يخيف الجالية
أحمل قلمي بين أصابعي الثلاثة : أسأله ماذا تكتب ؟
وعمن تكتب ؟ ولمن ترسل خطابك؟ يجيبني مبتسما ابتسامة حزن وتأسف موحيا لنكتب جميعا عن الضائعين الغرباء وعن المشردين وعن المحتقرين وحقوق ضائعة وعن المتألمين
والقطط السمان وعن أصحاب الأجور المرتفعة باسم خدمة مصالح الشعب وعن الذين يبيعون – الكريمات – ويكرمون بها الشيخات..وعن الذين سرقوا المال العام وعن الذين يسكونون صفائح من الزنك تحت رحمة البرد والأمطار .. وعن الذين لا يجدون ما يأكلون وعن الذين يتغاظون عن الأموال التي تجلبها بناتهم حينما يحتارون فيما يطبخون .. وعن الذين يتقاضون الملايين شهريا وآخرون لا دخل لهموعن الذين خانوا الملك والشعب ولا يعترفون بالذنب وعلى الذين لم يقدسوا الوحدة الوطنية وعن واقع مزري للجالية :
إذا تناولنا واقع الاحول الشخصية نجده ملفا شائكا بفعل تدهور العلاقات الاسرية على صعيد هولندا .. إذ فاق حجم الطلاق كل التوقعات .. فحسب الدارسين أنه تم تسجيل حوالي 375 حالة طلاق في سنة واحدة أي ما يفوق عدد أيام السنة .. عدد المطلقين إجمالا قد فاق 17800 عائلة منهم 1500 حتى وإن كان المشكل لم يحل بعد فإنهم اعتمدوا على أصول التفاهم ويزورون ذويهم بأرض الوطن من حين آخر ..
بينما نجد أزيد من 7500 امرأة مغربية قد حرمت من زيارة أرض الوطن ما بين 3 سنوات و18 سنة خوفا من أزواجهن ومن المحاكم المغربية أو من أحكام صادرة غيابيا في حقهن ما دمن قد تم تطليقهن حسب القانون الهولندي ولم يتم تطليقهن حسب القانون المغربي ومنهن من تزوجت بأجنبي ولم تحصل على طلاقها المغربي ..
حسب التقارير وبيانات المعاهد الحقوقية تبين أيضا أن عدد الازواج الذين لم يتمكنوا من زيارة أرض الوطن وزيارة أهاليهم قد وصل الى حدود 3500 رجل بفعل أحكام صادرة ضدهم تتعلق بالنفقة على الاولاد . يقدر حجم المبالغ التي تم الحكم بها ما بين 5 و 30 مليون سنتيم كنفقة مجبرون على أدائها إذا ما دخلوا المغرب .
كل ذلك راجع الى كل من الزوجين وإلى رفع الدعوى بالمغرب مع أنهما قد توصلا بحقهما القانوني من المحاكم الهولندية .. فارتفاع عدد المطلقين والمطلقات أدى الى تفكك خطير داخل الاوساط الاجتماعية للجالية المغربية بل أن هذه المسطرة القانونية التي تنتظر الدراسة والتدقيق قد تسببت في أخطر شيء لم يكن في الحسبان وهو لجوء العشرات من النساء والفتيات الى الفساد والدعارة خوفا من قيام أزواجهن برفع دعوى قضائية بتهمة الخيانة الزوجية إن هن تزوجن زواجا مدنيا لدى بلديات هولندا ، وبذلك يمارسن العشرة وهي معترف بها قانونيا في القانون الهولندي .. بدل الزواج الشرعي
كل هذه الاسباب نجدها قد انعكست على الابناء وخصوصا الفتيات حيث تؤكد تقارير للباحثين أن زهاء 1700 فتاة مغربية يشتغلن بالاندية الليلية ..
كما أدى الى فرار ما لا يقل عن 5000 طفل من بيوت أهاليهم الى الملاجئ والخيريات وكذلك التبني من طرف آباء الوالدين للأولاد بالمغرب وهو يعتبر سببا في المضاعفة والتشجيع على الطلاق. ومن جهة أخرى إذا كانت كل التجارب التي قام بها المغرب في المجال الثقافي قد عرفت الفشل الذريع فإن الشباب المغربي يسير نحو فقدان الهوية المغربية والاسلامية بفعل الظروف التي يعيشها ..
وبفعل غياب عنصر التوعية المفقودة من جهة الآباء الذين لا حول لهم ولا قوة إما بفعل الأمية أو بفعل ضعف معرفتهم .. وإما بعدة أسباب أخرى