في كلمة السيد محمد بنسودة الوزير
رئيس جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة خلال تنظيم النسخة الثانية لملتقى البيعة بمدينة العيون
البيعة الشرعية التي تطوقنا ليست أمرا جديدا فجدورها ضاربة في عمق تاريخنا المغربي الحافل بالبطولات والأمجاد
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين الكريم
السيدات والسادة الأجلاء الأماجد
الحضور المحترم الكريم
يسعدني أن أحييكم تحية المحبة والتقدير وأن أشكر من شرفني بالدعوة لحضور هذه الندوة والإسهام فيها . أيها الأعزاء الكرام هي حقا لحظة جميلة تجمعنا في جوهر الصحراء مدينة العيون لنلتئم في ندوة تهم في النسخة الثانية لملتقى البيعة تحت شعار : البيعة ارتباط وثيق بالعرش العلوي المجيد.. وكمساهمة متواضعة مني في مقاربة موضوع الندوة أود أن أشير الى أن البيعة الشرعية التي تربط أبناء المملكة المغربية الشريفة بالعرش العلوي المجيد هي عهد وثيق راسخ لا ينفصم وهي عماد سر قوة ومناعة مغربينا وسر ما ننعم به من تماسك متين ووحدة راسخة ومن أمن واستقرار وازدهار في كنف العرش العلوي المجيد .
أجل .. كلنا يعلم أن البيعة الشرعية التي تطوقنا ليست أمرا جديدا فجدورها ضاربة في عمق تاريخنا المغربي الحافل بالبطولات والأمجاد والمكاسب التي تشكل أسس ودعامات حضارته وازدهاره ومناعتهكلنا نعلم أن بيعتنا الشرعية مطبوعة بالتلقائية والوعي بأهميتها يتساوى في ذلك أبناء الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه .. ومن أقصى شرقه الى أقصى غربه بحكم ما يسكنهم من روح وطنية عالية وحب عميق راسخ لوطنهم وللعرش العلوي المتفاني في خدمة الوطن وتطويره وحمايته وضمان استقراره وازدهاره …أيها الإخوة الكرام كيف نترك هذه الفرصة تمر دون أن نستحضر بكل اعتزاز اليوم الذي تلقى فيه بطل الحرية والاستقلال جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله وعطر مثواه البيعة الشرعية من قبائل الصحراء المجاهدة خلال زيارته التاريخية ل : محاميد الغزلان … ودون أن نستحضر كذلك بيعة القبائل الصحراوية لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله وأثابه على عمله وكفاحه حين حققت المسيرة الخضراء هدفها في تحرير الصحراء المغربية وعودتها الى حضن الوطن عزيزة مظفرة . أيها الأعزاء أبناء الصحراء الأوفياء .. أبناء أرض التاريخ والعطاء والعلم والعلماء والأدباء .. اسمحوا لي وأنا تحت تأثير جمالية اللحظة واللقاء أن أتحدث بفخر واعتزاز عما كان لأسلافي علماء بني سودة رحمهم الله من علاقات وروابط مع علماء الصحراء أساسها الحب والإخاء وتبادل الزيارات والرسائل والمنتوجات العلمية والمعرفية لإعلاء صرح الثقافة المغربية وإشعاعها وضمنها الثقافية الحسانية وما أدراك ما الثقافة الحسانية وهو ما حرص على تدوينه العالم الشيخ التاودي بنسودة رحمه الله في كتبه ومصنفاته ومخطوطاته حيث أشار إلى أسماء وعلماء الصحراء الذين تعاملوا مع علماء بني سودة ومنهم على سبيل المثال السادة: امجدري ولد سيدي حب الله .. والعالمان الشاعران محمد المحمدي ومحمد ولد الطلبة ..والفقيه صلاحي ولد الشيخ محمد المامي ..
والشيخ صالح والمجاهد الكبير ماء العينين .. والعالم والأديب محمد سالم ولد عبد الفتاح العلوي .. وعبد الله ولد أحمد كللي الأبيري .. وغيرهم كثير .. رحمهم الله بواسع رحمته .ويشاء الله عز وجل لهذه الآصرة أن تستمر فألتقي بكم اليوم كما التقى بكم قبلي أخي سيدي احمد بنسودة رحمه الله الذي عين أول عامل على إقليم الصحراء .. نعم جئناكم بصفتنا حفدة لعلماء بني سودة واستقبلتمونا خير استقبال بصفتكم حفدة لعلماء الصحراء الأجلاء .. لربط الماضي بالحاضر من اجل أن يكتمل ويستمر المشهد الوحدوي بين كل المكونات الوطنية في ظل العرش العلوي المجيد والسياسة الحكيمة الرشيدة لمصدر الضياء ومحقق الأمل والرجاء أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس دام نصره وعلاه أجدد الشكر لكل الفعاليات التي سهرت على تنظيم هذا الملتقى .. وأشد على أياديهم وأعدهم بكل خير تستطيع جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة أن توفره من خدمات في إطار رسالتها الجمعوية التي استهلتها منذ سنة 1985 بشعار : نحن ملكيون نظاما وحكما .. مالكيون عقيدة ومذهبا.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا وأدام علينا نعمة الوحدة والتماسك والأمن والاستقرار والازدهار وحفظ بحفظه الدائم مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة ..إنه سميع مجيب .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته