Mediablogs en onderzoeken Pers 402
عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
***********
نص الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي الجديد
بسم الله الرحمان الرحيم
طنجة: الخميس 13 شتنبر 2001
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه
شعبي العزيز
في هذا اليوم المبارك تنطلق السنة الثانية من العشرية الوطنية التي خصصناها فضاء زمنيا لإصلاح شامل لمنظومتنا التربوية. ومنذ إعلاننا عن هاته العشرية انطلقت أوراش ووضعت قوانين واعتمدت مراسيم واتخذت تدابير وقررت إجراءات. وهي على أهميتها ليست مطلوبة لذاتها بل هي وسائل واليات لأن الأهم هو أن نشيد على أرض الواقع وفي جميع ربوع المملكة مدرسة جديدة بجودة عطائها وغنى إسهامها في بناء مجتمع متشبث بمقومات هويته منفتح على عصره ومتطلع نحو تنميته المستديمة.
شعبي العزيز
لقد مكنتنا وقفة التأمل والتبصر التي أسهمت فيها كل من اللجنة الخاصة للتربية والتكوين والوزارات المعنية في حكومتنا من تبين ما أنجزناه في سيرورة الإصلاح التربوي وما نتطلع الى انجازه. وها نحن على أبواب موعد 2002 حيث قطعنا شوطا كبيرا والحمد لله في الالتزام بتعميم التسجيل في السنة الأولى من المدرسة الابتدائية. غير أننا لم نصل بعد الى تعميم التعليم الذي ننشده وهو مواكبة الكم بالجودة وضمان المتابعة المتواصلة للتمدرس مع إعطاء الإلزامية مدلولها الحقيقي بجعل المدرسة المكان الطبيعي لكل طفل مغربي بين السادسة والخامسة عشر من العمر.وذلكم هو الهدف الأسمى الذي سنبذل قصارى جهودنا لبلوغه قبل منتصف العشرية. وانطلاقا من قناعتنا بأنه لا مجال للأمية في مشروعنا المجتمعي فإن فتحنا المساجد لمحوها قد بدأ يعطي ثماره الايجابية ولله الحمد معززين بذلك المجهودات الخيرة التي مافتئت القطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني تقوم بها في هذا المجال. وإننا لنعتبر أن محاربة هذه الافة هي واجب ديني واجتماعي ملقى على عاتق كل مغربية وكل مغربي مستهدفين تغطية 000 600 مستفيد سنويا في أفق القضاء النهائي على هذه الظاهرة مع منتصف العشرية القادمة. وإن الأسبقية التي منحناها للتربية والتكوين ينبغي أن تتجسد في مخططات حكومتنا وقراراتها المالية حسب الامكانات المتاحة مع تجنب رهن مستقبل مدرستنا بالاكراهات التي هي بطبيعتها دائمة وطارئة داعين الى الاسراع بإقرار التدابير اللازمة الكفيلة بجعل الجماعات المحلية وقطاع التعليم الخاص يضطلعان بدورهما كطرفين فاعلين في الاصلاح. وبهذا الصدد فإننا ننتظر من التعليم الخاص بوصفه شريكا للدولة وليس منافسا لها الاسهام في خدمة الشأن العام ضمن اطار شفاف يمكن من تحفيزه وضبط معايير الجودة في أدائه. وبنفس الحرص نريد أن تشكل هذه السنة سنة ارساء الإصلاح الجامعي منطلقين في ذلك باعتماد نهج جديد في انتقاء صفوة من الأطر العليا المؤهلة لتسيير مؤسساتنا الجامعية بطريقة شفافة وناجعة. ويندرج قرارنا بإحداث أكاديمية للغة العربية في اطار تعزيز مكانة اللغة الرسمية لبلادنا وتوفير سبل تطويرها واثرائها لتؤدي دورها كاملا في مجالات التعليم والتكوين والبحث والتواصل. وانطلاقا من سهرنا على صيانة وحدة هويتنا المغربية وتقوية عمقها الثقافي المتنوع فإننا منكبون على إعداد الظهير الشريف القاضي بإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على أن يشرع في القيام بمهامه في يناير 2002. وإننا مع سابغ العطف الذي نكنه لأسرة التعليم لمقبلون على إرساء الهياكل التنظيمية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين في اطار من الجدية والشفافية حتى تنطلق في وضع برامجها ومباشرة عملها في القريب العاجل.
شعبي العزيز
إن إصلاح منظومتنا التربوية هو برنامج شمولي متكامل يتم تطبيقه على مراحل مدتها عشر سنوات كل سنة منها هي بمثابة محطة حاسمة تستدعي الإحكام في التخطيط والجرأة في التنفيذ مع خضوع الإصلاح للتقويم المستمر والمتجرد دون التأثر بأية ظرفيات من هذا القبيل أو ذاك. وان ثقتنا الجماعية اليقظة في مدرستنا لهي أساس ثقتنا في قدراتنا الذاتية وفي مستقبل أمتنا ثقة يقويها إيماننا الثابت بما تشملنا به العناية الإلهية من عون وسداد وتيسير في بلوغ هذا المقصد النبيل. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وحرر بالقصر الملكي بطنجة في يوم الاربعاء 23 جمادى الثانية عام 1422 ه « الموافق ل 12 شتنبر سنة2001 م.
محمد السادس
ملك المغرب
المصدر : https://telegraafm.com/?p=17847
