المملكة المغربية تعتبر في القارة الافريقية إحدى الدول الأكثر تنظيما واستقرارا وهي في نفس الوقت جسر متين يربط افريقيا بالعالم العربي من جهة وافريقيا باوروبا من جهة أخرى ويشهد تاريخ المغرب جميعه ومنذ أقدم العصور على ميل الشعب المغربي لان يكون من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق من البحر المتوسط والمحيط الاطلسي أداة حية من الاندفاع الى جانب كونه عامل مهم لجميع القيم الاكثر خصوبة في الاسلام والعروبة وذلك في رحابة فكر وانفتاح نحو الحضارات الهندو ـ أوروبية .. والزنجية ـ الافريقية .
هذا الواقع الذي لا يمكن ان تغيره بعمق اية ظروف سياسية في القارة ولا خارجها هو الذي سمح لهذه المملكة بان تبقى مركزا للتطور في القارة الافريقية منذ أعواما عديدة .
لقد استطاع الحسن الثاني رحمه الله أن يربح ملف الصحراء وزارها ومكن سكانها من العيش الرغيد وتحضرني مقالة الصحفي موريس دوريان وهو يصف الزيارة الملكة للصحراء ..
قال احد المتتبعين: أيها الأصدقاء المغاربة وأخصكم أنتم الشيوخ بالذكر ، ذلك لأنكم تعيشون آخر أيامكم سعداء ، إنكم تشاهدون بأن آمالكم قد تحققت ، واستعاد وطنكم وحدته ، وها هي أمتكم مجتمعة على كلمة واحدة لتحفظ ذاكرة أبنائكم دائما بما غمر عيونهم وقلوبهم من رؤى طيلة هذا الاسبوع المجيد و وهم بهذا يعيشون وهم في مقتبل أعمارهم إحدى اللحظات النادرة لهذه الحمية الجماعية والتي تخط مستقبل جيل بكامله ..
وما هي ياترى أهمية وصف أشياء قامت أجهزة الاعلام باتاحة فرصة معاينتها على الشاشات وتوالت الاقمار الاصطناعية مهمة تعميمها على العالم أجمع ، وستظل هكذا ثابتة كصورة متألقة
..فها هي الجموع متراصة على جانبي الطريق وعلى طول أربعة عشر كلم في اتجاه أكادير وتزنيت لتحية وصول الملك الحسن الثاني ..وها هي الارض وقد أصبحت عبارة عن ألوان ساطعة بأشعة الشمس والازرد وبريق الالوان الزاهية للزرابي المبثوتة على طول المسافة التي قطعها العاهل وسط بحر من الجماهير وتستقبله كولميم بصفوف راكبي الجمال والراقصين على أنغام الجنوب تشع حلاهم وحليهم كشهب وضيئة وسط النهار
وفي طانطان يظهر الامر وكأن الشعب جميعه التقى هنا معبرا عن مشاعره بحماسة بليغة ونظام محكم بذات الوقت .. ونيابة عن الجميع أدى العاهل وقائد التحرير الصلاة في الطاح على نفس الارض التي كانت نقطة الانطلاق التاريخي للمسيرة الخضراء ، ونشاهد بعد ذلك الدخول المظفر إلى العيون وسط رجال الصحراء ونسائها بعماماتهم السوداء وقد ذهب بهم الحماس المؤثر إلى منتهاه .. إن العيون التي كانت شبه مركز صغير قد أصبحت وخلال خمس سنوات ونتيجة للعمل الأشبه بالمعجزات ، عاصمة للأقاليم الصحراوية