عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
*************************************
خطبة الجمعة التي ألقاها جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه بمسجد أنتيسيرابي بجزيرة مدغشقر يوم الجمعة 19 شعبان 1378 هـ قبل عودته المظفرة إلى الوطن العزيز
الحمد لله وحده
إن الحمد لله نحمده سبحانه، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فما له من هاد.
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
اللهم صل عليه وعلى آل بيته الطاهرين، وأصحابه الصادقين الصابرين، الذين آمنوا به وعظموه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه فكانوا من المفلحين.
أما بعد،
فإن الله ابتلى عباده المومنين بما يشاء من أنواع المحن وصنوف البلاء، فيبتلي بعضهم في عقيدته أو فكرته أو بدنه أو متاعه أو أسرته، ويختبر بعضهم بالاستخلاف على خلقه وإمامتهم ورعايتهم، جرت بذلك سنته، وقضت به حكمته، سنة الله التي قد خلت من قبل، وليس لسنة الله تبديلا.فأما الذين يعتصمون بالله عند الامتحان، وتطمئن قلوبهم ساعة العسرة بالإيمان، ويدورون مع الحق حيث دار، ويخلصون في الإعلان والإسرار، فقوم يكتب لهم الله الفوز والظهور، ويهيئ لهم وطنا في كل الأمور، ويبدل حسناتهم، ويعلي درجاتهم.وأما الذين يجزعون ساعة الشدة ولا يعدون لها من الصبر عدة، وييأسون من روح الله، ويفرطون في أمانته، ويجورون على خلقه، فقوم يحبط الله أعمالهم، ويرد فروضهم ونوافلهم، ويلقيهم خسرا وغبنا، ولا يقيم لهم يوم القيامة أذنا. فطوبى لمن كانت له إسوة حسنة في الرسول الكريم الذي قال حين حاول المشركون إغراءه بالترف والمال على ترك ما هو قائم به: «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ماتركته».قال تبارك وتعالى:لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور..نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين، وثبتنا على الحق في كل وقت وحين، وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين، آمين.
والحمد لله رب العالمين.
Source : https://telegraafm.com/?p=18518