عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
******
خطاب يوم السبت 25 ربيع الثاني 1378 الموافق 7 نونبر سنة 1958 بمناسبة افتتاح المجلس الوطني الاستشاري
07/11/1958
الحمد لله
حضرة الرئيس،
حضرات الأعضاء،
نفتتح هذه الدورة لمجلسكم الموقر، و نحمد الله على أن الغاية التي رمينا إليها من تأسيسه تتحقق بطريقة تبعث على الرضى، و إن المهام التي ارتأينا إناطتها بكم تؤدى على أحسن وجه، و ذلك ما يزيدنا اقتناعا بأن التربية السياسية التي لا غنى عنها لممارسة الحياة النيابية، و قد أخذت تنتشر انتشارا يجعلنا نطمئن على أننا سائرون بخطى ثابتة نحو الحياة الديمقراطية الصحيحة، القائمة على أساس صيانة حريات و حقوق الأفراد و التي تضمن تنمية شخصياتهم و مواهبهم، و تساعدهم على تحقيق حياة أفضل، و على مشاركتهم في تقرير السياسية العامة للدولة، و لا يغيب عنا ما قمتم به خلال السنة المنصرمة، سواء في ذلك مناقشاتكم لمختلف الميزانيات، أو دراستكم للقضايا الوطنية الكبرى التي أمرنا بعرضها عليكم، و بفضل ذلك تسنى لحكومتنا التي تهتدي بهدينا، أن تكون على بينة بصفة تقريبية من مشاغل الرأي العام و اتجاهاته، و أن تسلك الطريق الذي رسمناه لها في سياسة البلاد الداخلية و الخارجية.
و إنكم لتعلمون إننا كنا أعلنا في عدة مناسبات، ومنذ زمن بعيد عزمنا على تزويد البلاد بنظام ديمقراطي سليم في نطاق ملكية دستورية، تلبية لرغبتنا التي ظلت منذ تقلدنا أمر هذه الأمة محط اهتمامنا، و من بواعث كفاحنا في سبيل استرجاع الاستقلال.
وفي الخطاب الذي افتتحنا به الدورة العادية في العام الماضي، قلنا إننا خطونا بتأسيس مجلسكم هذا الخطوة الأولى نحو تأسيس النظام الديمقراطي القويم، و قد قررنا أن نسير خطوة أخرى في هذا السبيل مشيرين بذلك إلى تنظيم الحياة البلدية و القروية عن طريق الانتخابات، بيد أننا عندما عزمنا على تطبيق هذا النظام اعترضنا صعوبات لم نكن نتوقع كثرتها و مدى تعقدها، صعوبات يتطلب تذليلها مزيدا من التبصر والحكمة، فكان لابد لنا من تهيئ قانون الانتخابات الذي يحدد ـ من بين ما يحد ـ شروط الأهلية للمشاركة فيها، و كان لابد لنا أيضا من إعداد لوائح للناخبين، و تحديد دوائر الانتخابات، و إننا لجادون في التغلب على العراقيل و تيسير الأسباب.
لذلك كله قررنا أن نمد في أجل مجلسكم هذا لتستمروا في تأدية المهمة التي أنيطت بكم من طرفنا إلى أن تحدث المؤسسات التمثيلية التي نص عليها العهد الملكي.
و يقينا أنكم ـ و أنتم مقبلون على ممارسة مهامكم من جديد ـ ستواصلون العمل بروح الإخلاص، و بنفس الجد الذي ما فتأتم تعلمون به، مؤكدين أنكم أهل للثقة التي وضعناها فيكم.
سدد الله خطاكم، وثبتنا و إياكم على الحق و الهدى.
07/11/1957
الحمد لله
سعادة الرئيس،حضرات الأعضاء المحترمين ،
يسرنا أن نفتتح دورة مجلسكم العادية و نحمد إليكم الله تعالى على ما وفق و هدى و أسبغ على هذه الأمة المغربية من نعمه الظاهرة و الباطنة، و لقد تابعنا باهتمام كبير نشاطكم خلال دورتي السنة الماضية و أثلج صدرنا أننا رأيناكم تستقبلون الأمور بجد و تناقشون في الكبيرة و الصغيرة مناقشة تسودها الحرية و الصراحة غير متجاوزين حدود الأدب و اللياقة وفقا لما شرعناه لكم بالخطاب الذي ألقيناه يوم تدشين مجلسكم و بالكلمة التي وجهناها إليكم يوم زرناكم فجأة و أنتم تدرسون ميزانية التجهيز. وإن الاستجوابات التي وجهتموها إلى الوزراء و المقترحات التي ضمنتوها الملتمسات المرفوعة إلينا لتدل على تقديركم للمسؤولية و فهمكم العميق للمشاكل، و قد استفادت حكومتنا من تلك الاستجوابات و الاقتراحات في التغلب على الصعوبات المالية و إخراج ميزانية متعادلة للتسيير ووضع أسس ميزانية التجهيز الأمر الذي زادنا اقتناعا بفائدة هيأتكم فجعلناها ممثلة في المجلس الوطني للتصميم و محكمة العدل الاستثنائية و اللجنة العليا للتعاون الوطني.
لقد خطونا بتأسيس مجلسكم الخطوة الأولى نحو تأسيس الملكية الدستورية و النظام الديموقراطي القويم و قد قررنا أن نخطو خطوة أخرى متزنة في هذه الطريق.
ففي الخطاب الذي ألقيناه يوم عيد الشغل بالبيضاء أعلنا عزمنا على تنظيم الحياة البلدية والقروية على أساس الانتخاب ، و إذا كانت عملياته تأخرت عن الميقات الذي كان محددا لها فلأنها أول تجربة من نوعها تجري في البلاد ، و لا بد من مزيد التحري و إعداد الضمانات الكافية لإنجازها أو إحراز الفائدة المرجوة منها.
إن الديمقراطية يجب أن تؤدى في المغرب مهمة تحريرية بناءة و تشعر المواطن بمشاركته في المسؤولية و تحقق التعاون بين الحاكمين و المحكومين في جو ملؤه الثقة و الوئام.
و لا يخفى أن المغرب آخذ في التقدم و النماء، و بديهي أنه بقدر ما يسير في طريقهما تحدث له قضايا و مشاكل داخلية وخارجية تتطلب مواصلة الجهود و مضاعفتها فعلى الذين انتدبناهم لإبداء الرأي في الشؤون العامة أن يضعوا ذلك نصب أعينهم و أن يساير نظرهم إلى تلك القضايا و المشاكل تطور الظروف و الأحوال، مستعينين بالحكمة و التدبير، مشيرين بما يرونه عن طريق تصويت تحترم الأقلية فيه رأي الأكثرية، مثلما ينبغي للأكثرية أن تصغي إلى الأقلية وتدرس وجهة نظرها باهتمام.
و ريثما يتم إعداد الميزانية، سنكلف وزير خارجيتنا بعرض السياسة الخارجية على أنظاركم، كما سنوفد إليكم الوزراء الواحد تلو الآخر ليعرضوا عليكم المسائل التي تهم وزارتهم كلما اقتضى الحال ذلك، و لنا كبير الأمل ، في أنكم ستقبلون على العمل بهمة و نشاط، حتى لا تخيبوا الظنون التي حسناها فيكم، و الآمال التي يعلقها الشعب عليكم.
و فقكم الله و أعانكم، و ألهمكم الحكمة و الصواب. 07/11/1957
Source : https://telegraafm.com/?p=18530