عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl * Mediablogs en onderzoeken Pers 402
******************
كلمة جلالة الملك خلال مأدبة العشاء التي أقامه على شرف جلالته الرئيس الهندي
الوضعية الدولية الراهنة تستدعي تعديل ميثاق منظمة الأمم المتحدة وإعادة هيكلة مجلس الأمن بما يتماشى والوضع الجيوسياسي الجديد للعالم
بسم الله الرحمان الرحيم
نيودلهي: الثلاثاء 27 فبراير 2001
“الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
فخامة الرئيس أصحاب المعالي
حضرات السيدات والسادة
نود في البداية أن نعبر عن مدى سعادتنا بهذه الزيارة الرسمية الأولى التي نقوم بها إلى بلدكم العظيم الذي نكن لقادته وشعبه كامل التقدير.
إننا لمعجبون جدا بحضارتكم وثقافتكم الضاربة جذورهما في أعماق التاريخ بما تحملانه من أبعاد إنسانية وروحية وثقافية وكذا بالعبقرية التي مكنت الهند من تبوء مكانة متميزة بين الديمقراطيات الحديثة. و نود كذلك أن نعرب لكم فخامة الرئيس عن تشكراتنا لحفاوة الاستقبال وللعبارات النبيلة التي تفضلتم بها في حق شخصنا وبلدنا.
فخامة الرئيس
إن عمق العلاقات المغربية الهندية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر يمثل مكسبا هاما كفيلا بنسخ أواصر وثيقة ومتميزة بين البلدين تستند على أسس متينة تطبعها روح التفاهم والاحترام المتبادلين وتحمل في طياتها عناصر الاستمرارية والنجاح. إن هذه العلاقات الجيدة تجسدها رؤيتنا المشتركة وتطابق وجهات نظرنا إزاء العديد من القضايا الجهوية والدولية كما يجسدها إيماننا المشترك بقيم العدالة والشرعية الدولية وأمن ورفاهية الشعوب.
وتحضرنا في هذه اللحظة ذكرى الراحل المها تما غاندي ذلكم الزعيم العظيم الذي يحق للهند أن تفخر برسالته الداعية إلى السلم والتسامح والأخوة.وقد ظلت هذه القيم حاضرة في ذهن كل من الراحل جواهر لال نيهرو وجدي المغفور له محمد الخامس اللذين سخرا جهودهما لخدمة حركة دول عدم الانحياز وإشعاعها بما يدعم الحركات الوطنية التحريرية.
وقد مهد ذلك الطريق لإقامة تعاون بين بلدان الجنوب والدفاع عن المصالح العليا للدول النامية. لقد كان لزيارة فخامتكم لبلادنا سنة 1993 بصفتكم آنذاك نائبا للرئيس بالغ الأثر لدى والدنا المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه مشكلة بذلك خطوة هامة في درب تعزيز علاقتنا الثنائية التي ما فتئت تتطور يوما عن يوم ومفضية في الوقت نفسه إلى ترسيخ مزيد من التضامن والدعم المتبادلين بين شعبينا. كما أن زيارتكم تلك سمحت لنا باللقاء بكم والتباحث معكم حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. إن هذه الروابط التاريخية والإرادة السياسية التي تحدونا مكنتنا من قطع أشواط هامة في علاقتنا.
وفي هذا الصدد نسجل بارتياح جو الثقة والتفاهم الذي عكسته بوضوح الزيارة التي قام بها معالي الوزير الهندي السيد اتال بيهارى فاجبايى للمغرب وتلك التي قام بها وزيرنا السيد عبد الرحمان اليوسفي للهند. كما ننوه بالمشاريع المشتركة المهمة التي تحققت في القطاع الصناعي وكذا تلك التي ستنجز في المستقبل القريب في المجال السياحي.
وعلاوة على ذلك لا يسعنا إلا أن نثني على الجهود المبذولة لتفعيل التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية من أجل استغلال الإمكانات الهائلة التي يزخر بها البلدان. ولتحقيق هذا الهدف ندعو كافة الفاعلين المعنيين لبلورة تصور جديد يتماشى والتحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
فخامة الرئيس
في الوقت الذي يشهد فيه عالمنا اليوم تطورا متسارعا نتيجة الثورة الإعلامية وتطور التكنولوجية الحديثة نلاحظ مع الأسف أن اقتصاديات معظم الدول النامية ما زالت هشة.و بالنظر إلى التباين الحاصل بين الشمال والجنوب يحودنا الأمل في أن تعمل المجموعة الدولية من خلال مؤسساتها النقدية والمالية والتجارية على خلق مناخ ملائم يفضي إلى توزيع أفضل للثروات العالمية.
و في السياق ذاته فإن الوضعية الدولية الراهنة تستدعي تعديل ميثاق منظمة الأمم المتحدة وإعادة هيكلة مجلس الأمن بما يتماشى والوضع الجيوسياسي الجديد للعالم مع الأخذ بعين الاعتبار وضعية ومصالح البلدان النامية.فهذه الإصلاحات من شأنها أن تؤدي حتماإلى تعزيز دور الأمم المتحدة في الحفظ على الأمن والسلم في العالم ودمقرطة العلاقات الدولية وتدعيم كافة المبادئ النبيلة التي أنشئت من أجلها هذه المنظمة. وإننا لعلى يقين أن الهند ستضطلع بدور بارز في هذا المسلسل.
فخامة الرئيس
لقد تشبث المغرب على الدوام بمبدأالحوار والتسامح والتعايش السلمي و ما فتئ يدعو إلى التقارب بين الشعوب فضلا عن نبذه لكل أشكال العنف وإدانته للإرهاب والتطرف.وفي هذا الإطار لا يفوتنا أن نشيد بحكومتي بلدينا لتشبثهما بهذه القيم الداعية إلى الحوار والتواصل. كما نسجل بارتياح عميق اعتماد بلدينا احترام الشرعية الدولية كمبدأ أساسي لسياستهما الخارجية.
فخامة الرئيس
بحكم المكانة التي يتمتع بها المغرب في إفريقيا وعلاقاته المتميزة مع الدول الإفريقية فإننا نولي اهتماما بالغا للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي تعاني منها البلدان الإفريقية. وقد دعا المغرب باستمرار في إطار التضامن الإفريقي المجتمع الدولي إلى الالتزام بدعم القارة الإفريقية في سعيها نحو تحقيق تمكنها من استعادة دورها الحضاري وتساهم في استتباب السلم والاستقرار العالميين
فخامة الرئيس إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط شكل دوما أحد أبرز انشغالاتنا.
وقد دعا المغرب اعتبارا لدوره في مسلسل السلام بالشرق الأوسط إسرائيل إلى احترام التزامها تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أن المملكة تدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وفقا للقرارات الدولية.
إن الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب العراقي ليحثنا على العمل من إزالة كل العراقيل التي تحول دون رفع الحظر الاقتصادي عن العراق. كما إننا حريصون على الحفاظ على سيادة العراق و وحدته الترابية.ونود في الختام أن نجدد الإعراب لفخامتكم ولحكومتكم وللشعب الهندي عن تشكراتنا وامتناننا على ما أحطتمونا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
حضرات السيدات والسادة…
أدعوكم إلى الوقوف احتراما لفخامة الرئيس كوشريل رامان نار ايانان وتعبيرا عن متمنياتنا بدوام الصحة والعافية وللشعب الهندي بمزيد من التقدم والرفاهية. وإننا لنرجو من الله العلي القدير أن تظل العلاقات بين جمهورية الهند والمملكة المغربية وطيدة وناجحة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
المصدر : https://telegraafm.com/?p=18379