Mediablogs en onderzoeken Pers 402
عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
*********************
صاحب الجلالة يوجه رسالة سامية الى المشاركين في المهرجان الأول للمقاومة
بسم الله الرحمان الرحيم
الدار البيضاء: الأحد 18 نونبر 2001
“الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
حضرات السيدات والسادة
ان من دواعي اعتزازنا أن نتوجه بالخطاب الى أسرة المقاومة وجيش التحرير الأثيرة لدى جلالتنا في يوم خالد من تاريخ الأمة المغربية ألا وهو عيد الاستقلال المجيد ومن خلال موءسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث لما يرمز اليه اسمها من قيم الوطنية الصادقة والوفاء للعرش والاستشهاد في سبيل الحرية والكرامة. ان مناسبة تخليد الذكرى السادسة والأربعين لاستقلال المغرب ولعيد الاستقلال المجيد ليسحثنا على استقراء الذاكرة الوطنية الحافلة بما خاضه المغاربة من نضال ومقاومة في سبيل استرجاع الحرية والاستقلال بقيادة بطل التحرير جدنا المنعم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، قدس الله روحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، نور الله ضريحه، وهي معركة التف فيها الشعب المغربي قاطبة حول عرشه رمز سيادته وكرامته. وقام فيها رجال المقاومة وجيش التحرير بخوض معركة الجهاد والنضال وتجسيد روح المغرب الأبية وارادته الراسخة في عودة الملك محمد الخامس الى عرشه حاملا بشرى بزوغ عهد الحرية والاستقلال. ان هذا التاريخ الوطني الحافل بالتضحيات والفداء يجب أن يظل بارزا في ذاكرتنا الوطنية مشرقا بقيمه ومبادئه وهاجا بتضحية أبنائه وفدائيتهم، هذه القيم التي ينبغي للأجيال الحاضرة من أبنائنا أن تعتبرها رصيدا لا ينفد من العطاء لأن مغرب ما بعد الاستقلال سيظل ممتنا لأبطاله في كل ما أنجزه بعد استرجاع حريته ما دام هذا الرعيل من المجاهدين المغاربة الأبرار قد حققوا انطلاقة المغرب الجديد نحو البناء والتشييد، بأيدي أبنائه وسواعد شبابه بقيادة جلالة والدنا المنعم الملك الحسن الثاني، قدس الله روحه، الذي جعل من مغرب ما بعد الاستقلال مسيرة متواصلةلاستكمال الوحدة الترابية ودمقرطة الحياة الوطنية ووضع الموءسسات لبناء الدولة العصرية في اطار الملكية الدستورية الديمقراطية والاجتماعية. وهكذا انتقل المغرب خلال النصف الثاني من القرن المنصرم من معركة الجهاد الأصغر الى معركة الجهاد الأكبر كما قال جدنا المنعم محمد الخامس عند اعلان الاستقلال قولته الخالدة مدركا بنافذ بصيرته يومئذ ما كان ينتظر المغرب بعد الاستقلال من بناء وتشييد يتطلبان تعبئة شاملة وتضحيات جسيمة وصمودا في سبيل الحفاظ على الوجهة القويمة لتحقيق تطلعات الشعب المغربي الى ممارسة المضمون الحقيقي للاستقلال في ظل دولة الحق والقانون الضامنة للحرية والتعددية. واذا كان عرش المغرب قد ظل أمينا على السيادة الوطنية مجاهدا في سبيل حرية المغاربة وكرامتهم في مرحلة ما قبل الاستقلال كما ظل مجاهدا في سبيل بناء دولة المغرب العصرية فيما بعد الاستقلال فان وارث سر الملكين المجاهدين محمد الخامس المحرر والحسن الثاني الباني قد تقلد أمانة مواصلة المسيرة الوطنية لتحقيق نقلة جديدة في تاريخ المغرب المعاصر ألا وهي خوض جهاد اقتصادي واجتماعي من أجل مواصلة المسيرة التنموية والديمقراطية والوحدوية وترسيخ استكمال الوحدة الترابية وانجاز مشروع مجتمعي يقوم على تعميق الممارسة الديمقراطية وتعزيز الحريات العامة وحقوق الانسان في ظل سيادة دولة الحق والقانون والتضامن الاجتماعي الامثل. وانطلاقا من هذا التصور الشامل لمسيرة الجهاد الوطني، الذي خاضه المغاربة بقيادة العرش على مدى ثلاثة أجيال تكون المقاومة ملكا للمغاربة جميعا لانهم اسهموا فيها كل بنصيبه سواء في معركة التحرير أو في معركة البناء والتشييد أو في معركة التنمية واستكمال بناء دولة الحق والقانون.
حضرات السيدات والسادة
ان احتفاءنا بذكرى استرجاع الحرية والاستقلال ليس فقط مناسبة لتكريم رجال المقاومة وأبطال التحرير بل يجب أن يعد مظهرا من مظاهر الاعتراف من لدن الاجيال الحاضرة بما قدمه الجيل المقاوم في سبيل الاستقلال من عطاء وتضحيات من اجل ان تنعم الاجيال اللاحقة بكرامتها واستقلالها وتحفيزها على التحلي بنفس الروح الوطنية الصادقة. فالامم العريقة في امجادها والتي يحفل تاريخها بالمقاومة والصمود والتحديات هي التي تكرم رموز تلك المقاومة وترسخ في ذاكرة ابنائها منجزاتهم باعتبارهم قد اسهموا اسهاما فعالا في تثبيت هويتها الوطنية واستمرارها التاريخي والحفاظ على مقدساتها. وقد عبرنا عما نكنه لاسرة المقاومة وجيش التحرير من رعاية واهتمام بالغين سواء بعنايتنا لرموزها الحية او من خلال توجيهاتنا الملكية السامية للمندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير من اجل العمل على تفعيل هياكل هذه الموءسسة وتأهيلها للنهوض بمسوءوليتها على الوجه الامثل من خلال اعتماد مقاربة جديدة تستجيب لما نريده لها من تكريم واعتبار. حاثين اياها على المساهمة بأوفى نصيب في مسيرة الجهاد الاقتصادي والاجتماعي الذي نقوده اليوم. واننا اذ نعرب عن اجلالنا لرجال المقاومة فاننا نعتقد انه مهما بذلنا لهم من تكريم فاننا لن نوفيهم حقهم، هوءلاء الذين لايمكننا اليوم تثمين عطائهم لانه فوق كل تثمين ما داموا لم يستهدفوا في جهادهم واستشهادهم الا رضى الله والوفاء للعرش وعزة الوطن وكرامة الأمة وأي جزاء يفي بهذا العطاء.
حضرات السيدات والسادة
ان موءسسة الزرقطوني التي ننوه بها اليوم لما ترمز اليه من قيم الاخلاص للمقدسات العليا لمدعوة دائما بتعاون مع غيرها من الموءسسات المختصة الى متابعة رسالتها النبيلة في الحفاظ على تراث المقاومة والمقاومين الأبرار والتشجيع على تدوين تاريخهم وتنوير الأجيال الصاعدة بالقيم التي استشهد من أجلها بناة الاستقلال وقادته، والعمل على انعاش الذاكرة الوطنية بمختلف الوسائل الاعلامية والتعبيرية والفنية حتى يظل تاريخنا الوطني حيا في نفوس أبنائنا محفزا لهم على التضحية والتفاني في سبيل وحدة المغرب وسيادته وعزته وكرامته.واننا لنوءكد في هذا السياق أن القيم التي انبثقت عنها المقاومة المغربية وأمدتها بروح التضحية والفداء وعبأت الجماهير الواسعة حولها انما تتمثل في الوحدة الوطنية والالتفاف حول العرش والتعلق بالمقدسات المغربية وهذه الثوابت التي لم تتخلف في توجيه تاريخ المغرب منذ نشأة الدولة المغربية الى اليوم وحولها يجب أن تظل صفوفنا متراصة ومسيرتنا متواصلة لتحقيق المزيد من المنجزات. واننا لندعو الله العلي القدير أن ينزل الشهداء وأبطال المقاومة منزلة الصديقين والأولياء من عباده وفي مقدمتهم بطل التحرير جدنا المنعم الملك محمد الخامس قدس الله روحه ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني خلد الله في الصالحات ذكره وكافة شهداء الوحدة الترابية وأن يوفيهم أحسن الجزاء كما وفوا بعهدهم لله وللوطن وللملك. ««من الموءمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»«. صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
وحرر بالقصر الملكي بالرباط في فاتح رمضان 1422 موافق 17 نونبر2001“.
المصدر : https://telegraafm.com/?p=17870