Mediablogs en onderzoeken Pers 402
عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
******************
صاحب الجلالة يوجه رسالة سامية الى المشاركين في الحفل الديني الكبير الذي أقيم بالرباط بمشاركة ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث
بسم الله الرحمان الرحيم
الرباط: الأحد 16 شتنبر 2001
الحمد لله الملك القدوس السلام، الداعي إلى دار السلام..
والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الهدى والرحمة، رسول السلام..
وعلى جميع النبيئين والمرسلين وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
أيها المومنون لقد تلقينا بألم كبير وحزن عميق نبأ الاعتداء المفجع الذي تعرضت له يوم الثلاثاء الماضي، دولة الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، والذي أودى بحياة عدد هائل من الضحايا الأبرياء، وأفضى كذلك إلى خسائر مادية جسيمة ستكون لها عواقب وخيمة. وإننا باعتبارنا أمير المؤمنين، وفي هذا البيت الذي يذكر فيه اسم الله، نعرب عن إدانتنا الصارمة لهذا الاعتداء الغاشم، ونعلن تضامننا الصريح مع أصدقائنا الأميركيين، في اجتيازهم لهذه المحنة الشديدة، وتجاوزهم لمعاناتها التي تتجاوب معهم فيها كل الشعوب الساعية إلى السلام، والرافضة للإرهاب في جميع أشكاله ومهما يكن مصدره. وإذا كنا نعبر عن هذا الموقف مما حدث، فليس فقط لأواصر التاريخ العريقة وروابط التعاون المتينة التي تجمع بين بلدينا، ولكن كذلك لأننا وإياهم ندين بكلمة التوحيد الذي دعا الله إليه عبر مختلف الديانات السماوية التي بعث رسله بها لهداية البشر.وإن المغرب المسلم ليعتز بأن يكون على مدى العصور يفسح المجال للديانتين الأخريين.. النصرانية واليهودية، لتتعايشا مع الإسلام وتتساكنا معه، في تسامح رسخ المغاربة تقليده، وسجل التاريخ صحائفه بفخار وما زال. وما ذلكم إلا لأن الإسلام دين يدعو إلى الحق والخير، وإلى العدل والمساواة، وإلى الأمن والطمأنينة، وإلى التواصل والتعارف بين البشر كافة، امتثالا لقول الله تعالى.. “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”. ومن ثم، فهو يدعو إلى الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن. يقول عز وجل.. “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”. وبهذا يتحقق السلام الذي ارتبط لفظه بدين الإسلام، وجعله الله من أسمائه الحسنى، ووصف به الجنة التي هي دار السلام. ولهذا، ما فتىء القرآن الكريم يحث عليه، كما في قوله المبين.. “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”، وقوله كذلك.. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. وإذا كان الإسلام دين سلام، فلإنه يسلك سبيل الوسطية والاعتدال، سؤ في شؤون الدين أو الدنيا، وفي مختلف جوانب الحياة، بدءا من صلة المسلم بربه، إلى ما ينبغي أن يكون له من علاقات مع الآخرين، مسلمين وغيرهم. يقول تعالى.. “وكذلك جعلناكم أمة وسطا”. ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ” خير الأمور أوسطها”. وبحكم هذه الوسطية، كان الإسلام مقترنا باليسر الذي لا حرج فيه، لقوله تعالى.. “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، ولقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.. “إن الدين يسر” وقوله محذرا من التشدد والتطرف.. إياكم والغلو في الدين” وقوله عليه السلام.. “هلك المتنطعون”. وبحكم هذا التوجه السلمي، فإن الإسلام يشجب قتل الأبرياء وينهى عنه، كما في قوله سبحانه.. «« ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»«. ويعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القتل “من أكبر الكبائر”. بل إن القرآن الكريم يجعل “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. والإسلام بهذا يعتبر الحرب خرقا للسلام، وضرورة لا يلجأ إليها إلا للدفاع عن الدين أو الوطن أو النفس، أي لرد العدوان، ويسميها حين تكون كذلك، جهادا يبدأ بمجاهدة النفس وإنفاق المال، قبل أن يصل إلى القتال الذي يقننه بضوابط تحمي من أي تجن أو ظلم، في غير تنازل أو ضعف أو استسلام، ولكن في نطاق أخذ الحق وتبادل العلاقات على أساس المساواة والمعاملة بالمثل، وبناء على عهود ومواثيق تكون ملزمة للجميع. أيها المومنون إننا مع تنديدنا بهذا العدوان الإجرامي، لا نملك ونحن نعرب عن مؤازرتنا لصديقنا الكبير فخامة الرئيس جورج وولكر بوش، ومساندتنا للشعب الأمريكي العظيم، إلا أن نقدم لهما ولأسر الضحايا أصدق عبارات التعزية والمواساة، داعين الباري جلت قدرته أن يتغمدهم بواسع رحمته وجزيل مغفرته.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته“.
المصدر : https://telegraafm.com/?p=17853