عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية
telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
*****************
كم هو عدد المسلمين بهولندا ؟وكيف دخل الاسلام إلى هولندا ؟
دراسات …تبين الدراسات التي قام بها مختصون أن أروبا قد أصبحت أرضا خصبة لينبت الاسلام فيها .. فالاسلام يخاطب العقل ويقوم على الاقناع والتوضيح نظرا لقوة وسلامة أسسه .. وعليه يحس المتتبع أن هناك انتشارا للاسلام في العديد من الدول الاروبية التي تعرض كل امورها على العقل اولا ومن هذه الدول المملكة الهولندية التي تقع في وسط اروبا .
حسب رأي الدكتور انيس العطاس اندنوسي واحد الدارسين الأوائل القانونيين أن الحكومة الهولندية توفر كل الوسائل والسبل والحماية للمسلمين مهما كانت جنسياتهم وليس هذا فحسب بل تعمل على توفير الأرض والمال لبناء المراكز الاسلامية والمدارس والمساجد ، بل الاكثر من ذلك الحكومة الهولندية تمنح مرتبات للعاملين بهذه المدارس والمراكز والمساجد ..إنه سلوك حضاري من شعب يحترم حقوق الانسان كإنسان ويقدر حريته في أن يعتقد ويؤمن بما يقتنع به« ..
لقد دخل الاسلام منذ مئات السنين .. ولكن بداية انتشاره بشكل ملحوظ بدأ عندما استعمرت اندنوسيا وجلبوا العمال للعمل في الزراعة بهولندا وبجزيرة سورينام وكان أبناء الاندنوسيين يدرسون بمدارس وجامعات هولندا ، وهنا كانت بداية تعرف الشعب الهولندي على الاسلام عن قرب فبدأ المسلمون في شرح تعاليم عن طريق اللقاءات والمحاضرات والتعارف وعن طريق الدروس والندوات والخطب والمواعظ التي تلقى في الجامعات فقبل عام 1925 كانت تقام الصلوات بمصليات في بيوت المسلمين فقط ، وفي هذا العام بدأ بناء المساجد حيث بني أول مسجد ودخل الاسلام رجل هولندي يدعى ـ فان بوم مل ـ والذي أطلق على نفسه اسم عبد الوحيد وظل يتعلم مبادئ الاسلام لمدة 5 سنوات في إحدى مدارس الامام بتركيا .لقد كان هذا الرجل السبب في انتشار الاسلام وتدعيم قواعده بهولندا وتوسيع رقعه .. فقام ببناء المساجد ونشر الدعوة الاسلامية وتمكن بفعل مكانته في المجتمع الهولندي من إعطاء حقوق ثابتة للمسلمين بهولندا . كما تولى إنشاء المركز الاسلامي للمعلوميات في سنة 1972 بناه بتبرعات خاصة منه وتبرعات من بعض المسلمين بالاضافة الى مساعدات من الحكومة الهولندية وتولى أيضا إدارة الاذاعة الخاصة بلمسلمين في هولندا.لقد استطاعت هذه الاذاعة بفضل الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة الهولندية من أن تقدم خدمات للمسلمين بل أعطتهم قوة لم تعطها دول مجاورة .. فالخدمات المقدمة تهم كل الجاليات المسلمة بغض النظر عن الخلفيات الوطنية أو العرقية وكذا الانتماءات السياسية ..الهدف من هذه الاذاعة هو توعية المسلمين وتحسين وضعيتهم وتزويد غير المسلمين بالمعلومات الصحيحة حول الاسلام والرد على كل الشبهات التي يثيرها البعض ضد الاسلام والمسلمين ، كما تهتم فضلا عن أنها توجه رسائل خاصة تركز من خلالها على فئات من الجاليات المسلمة ذات مشاكل وطبيعة خاصة ويشير الباحثون أن عدد المسلمين في هولندا ما يزيد عن مليون نسمة ، ويذكر أن هناك 420 ألف مسلم تركي أكثرهم من الاكراد يعيشون بهولندا وما يزيد عن 300 ألف من بلاد المغرب العربي والباقي هم من الجاليات الاسلامية من اندنوسيا والهند والصومال وماليزيا ومصر وسوريا ولبنان والعراق ودول أسيوية .. وبالنسبة للمراكز الاسلامية فأغلبها يعتمد في تمويله على الحكومة الهولندية التي تدفع مرتبات العاملين والمصاريف وغير ذلك . الواقع أن المجتمع الاسلامي بهولندا شبه متماسك وهو يختلف بكثير عن المجتمعات الاسلامية بالدول المجاورة فبفضل المساجد التي يصل عددها الى 330 مسجدا تقع بامستردام وروتردام وايندهوفن واوتريخت ودانهاخ ـ لاهاي ـ يتألف المسلمون ويتم تعليم القرآن الكريم وشرح مبادئ الاسلام .وتوجد بهولندا مدارس اسلامية تدرس القرآن الكريم كما توجد جامعة عربية اسلامية تدرس قانون الدول العربية والدين الاسلامي ويتم التدريس فيها باللغة العربية وهي لنيل درجة الماجيستير والدكتوراه وبالنسبة لتعامل الهولنديين مع الاسلام فهؤلاء لهم طبيعة خاصة يتميزون بها عن باقي دول أروبا فهم يقدرون من يعيش معهم ، فلا مكان إلا لمن يعمل ولا يعتمد على غيره ويقيم شعائره الدينية .. كما أن الحكومة الهولندية تعامل المقيمين والمواطن على حد سواء .. فالقانون الهولندي يعطي أي مقيم على أرض هولندا الحق في التعليم والدراسة بجانب العمل فلا عمل بدون دراسة ولذلك فنسبة الأمية تكاد تكون منعدمة تماما فيما نسبة الحاصلين على الشهادات العليا جد مرتفعة .فالقانون الهولندي يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات أيضا ، فمن حق أي مقيم أن يمارس حياته العملية والسياسية والتعليمية والاجتماعية بشرط عدم الاعتداء على حقوق الاخرين ، كما من حقه أن يرشح نفسه للبرلمان مادامت الشروط متوفرة فيه ومؤهلا لذلك .. ويأخذ الهولنديون في اعتبارهم أن مستقبل الأمة والعالم هم الابناء ولذلك يعملون على تربيتهم تربية شعب فاهم ومتعلم ليستطيع مواجهة التطور العلمي والتكنولوجي الذي يعيشه العالم حاليا وفي المستقبل . وهكذا نجد أن هولندا البلد الديموقراطي بقوانينه وتعامله مع الانسانية قد اعترف بالاسلام كديانة بعد النصرانية لان عدد المسلمين قد وصل الى المليون مسلم .. فهناك كثير من المسلمين الذين يتولون مناصب قيادية وإدارية بالدولة ويتم اختيارهم عن طريق الانتخابات الديموقراطية بين الشعب الهولندي .. كما أن نظام الدولة الديموقراطي يعطي كل فرد حرية تحمل نتيجة عمله .. فإذا ما أقر أنه صحيحا فليفعله ، وإذا كان خطأ .. فلماذا فعله ؟ وعليه تحمل عواقبه
المصدر : https://telegraafm.com/?p=17550