عبد الرحيم الفقير الادريسي في مدونات Pers : بالعربية والفرنسية والهولندية telegraafmpers@gmail.com … Aljazirapress@yahoo.nl
*****************
عاشت جنوب أفريقيا هيستيريا مسبوقة بالجنون لعلها تحظى بامتياز فوق العادة قصد الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن وهو ما جعلها تحاول تسجيل إصابات أكل الدهر عليها وشرب مدفوعة بالجزائر دفعا لن يوصلها إلا الهاوية .
فبالامس ركبت جنوب افريقيا معركة محكمة العدل الدولية في مواجهة إسرائيل وبعدها تدخلت في ملف السودان تريد بها أن تكسب ود الأمم المتحدة لممثل لافريقيا وهو ضرب من المحال.
اكبر من ذلك ها هي تحشر نفسها بإيعاز من كبرانات فرنسا بالجزائر في ملف الصحراء وتحاول كسب ود المبعوث الأممي الخاص للصحراء، ستافان دي مستورا الذي صرح حسب قوله أنه يقوم بزيارة رسمية إلى جنوب إفريقيا مؤكدا بلا خجل أن هذه الزيارة تندرج ضمن إطار ممارسة “ولايته .، وانه تشاور مع ممثلين عن بلجيكا وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وألمانيا .. دول لا تشارك بشكل مباشر في إدارة نزاع ملف الصحراء .
ألا يدرك سيادته أنه قد خرج عن المألوف وضرب بكل الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط مما يوحي أنه قد خرق مواثيق الأمم المتحدة وهو مدرك أن دولة جنوب إفريقيا قد أشهرت عداءها للمغرب في ملف الصحراء، فما أحراها أن تناقش ملفا بعيدا عنها كل البعد..
بزيارته اللا مرغوبة لا يمكن استخلاص أي شيء سوى الاستفزازات المتجاوزة التي لا يقبلها عاقل وعليه العودة إلى جادة الصواب ويتوقف عن تجاوزه حدود مجريات الملف الذي قد يتسبب في تأخره علما أن الملف قد قطع أشواطا هامة ..فأي نقطة سواء حقوقية أو غيرها لا تشوش على القضية إطلاقا ..
المغرب لم تتم استشارته في الموضوع وهووضحه السيد هلال الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك في حوار لوكالة المغرب البعربي للانباء المغربية بل أنه لم يتم إبلاغ المغرب بالتفاصيل ..وما أن تنامت فكرة الزيارة كان المغرب قد أعرب عن اعتراضه القاطع للزيارة ورفضا رفضا تاما أي تفاعل مع حنوب افريقيا في قضية الصحراء المغربية بل أن المغرب قدم الاشباب الموضوعية والمشروعة بل ذكر المبعوث الشخصي بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تنص على أنه سيتعين عليه العمل حصرا مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية، وفي إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن بينها القرار 2703 بتاريخ 30 أكتوبر الماضي. مشيرا أنه إذا كانت هناك مقاربة فمن الحري مناقشتها مع المغرب وباقي الأطراف، وليس مع جنوب إفريقيا.
بالنسبة للمملكة، هناك مقاربة واحدة فقط، وهي المتمثلة في الموائد المستديرة، بمشاركة حصرية للمغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”، طبقا لما أوصت به قرارات مجلس الأمن المتتالية.
لذلك، يعرب المغرب عن أمله في أن يكرس السيد دي ميستورا جهوده بشكل أكبر لإقناع الجزائر باستئناف مفاوضات الموائد المستديرة، كما كان الحال في سنتي 2018 و2019. لديه تفويض واضح وقوي من مجلس الأمن بهدف تسهيل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي.
ولهذه الغاية، وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس معالم الطريق نحو التسوية النهائية لهذا النزاع الإقليمي، من خلال المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية.
إن رؤية جلالة الملك تستمد قوتها من القانون الدولي، وشرعيتها من التزامها بالمعايير التي أرستها قرارات مجلس الأمن. ويعزز الاعتراف الواسع والدعم الدولي لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، الرؤية الملكية لأقاليمنا الصحراوية، المغربية بشكل نهائي وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
المصدر : https://telegraafm.com/?p=16368