الرئيسية / AMSTERDAM Pers / المهاجرون في بعض الدول الاوروبية يعيشون داخل بيوت لا يرضاها الأوروبيون

المهاجرون في بعض الدول الاوروبية يعيشون داخل بيوت لا يرضاها الأوروبيون

المهاجرون الافارقة في بعض الدول الاوروبية يعيشون داخل بيوت لا يرضى الأوروبيون القرب منها

الكتاب  الأبيض مغاربة العالم

 تاريخ وأحداث

عبد الرحيم الفقير الادريسي

المهاجرون لا دخل لهم في ما انبثق من جديد مضاد للمعاهدة بين الدولة المصدرة والدولة المستقلبة فهم ليسوا سلعا أو بضائع بل بشرا لهم حقوق العيش الكريم مهما اختلفت السياسة بين بلدهم والبلد المضيف

  أدت التطورات التقنية والاكتشافات الاقتصادية العلمية التطبيقية وتنامي المشاريع الاقتصادية في البلدان الصناعية اثر الحرب العالمية الثانية الى ازدهار واسع في اقتصاد هذه البلدان والى ولادة شعور بالبحبوحة لدى شعوبها ووجود ترف كبير بعد فترة حرمان قاسية دامت سنوات طويلة أثرت على نفسية تلك الشعوب وتصرفاتها .

     ولقد قابل ذلك في بلدان العالم الثالث وخصوصا بلدان المغرب العربي تصاعد ديموغرافي هائل قدر ب 3٪ سنويا في الجزائرو3٪ سنويا تقريبا في كل من المغرب وتونس .

    وهكذا تجاوزت ضرورات تلك المرحلة التي مرت بها دول المغرب العربي لايجاد حلول للبطالة والتغلب على الصعوبات الاقتصادية مع حاجيات الاقتصاد الأروبي لليد العاملة الرخيصة للقيام بالاعمال الشاقة والتي انخفضت قيمتها الاجتماعية أو التي لا تحتاج الى مهارة خاصة .

      لقد ساهمت الحكومات المعنية وأرباب العمل والدعايات الرسمية والمهاجرون الاولون أنفسهم في تشجيع وتسهيل الهجرة التي بلغت أوجها في الفترة 1960 ـ

    وإثر استقلال المغرب وتونس ثم الجزائر عادت أعداد كبيرة من المستوطنين الاروبيين الى بلدانهم وقد نشأ هؤلاء على كراهية العرب واحتقارهم ، وكانوا يعتقدون أنهم سلبوا منهم أراضيهم  وممتلكاتهم ومصادر رزقهم…..

وعليه فقد دأبت الاوساط الدينية والاوروبية المتعصبة منذ القدم على تصوير المسلمين على أنهم عرب غزاة برابرة ووصفت العرب المسلمين بأنهم أعداء أروبا والدين المسيحي ، ولم تترك هذه الاوساط جانبا من جوانب الدين الحنيف إلا وشوهته وفسرته طبقا لأهوائها، ومازالت بعض هذه الاوساط تثير تاريخا مضى وتذكر بصورة استمرار الحرب الصليبة وتحدث عن التباين بين العقيدتين الاسلامية والمسيحية ، وذهب البعض الى الحديث عن الامبراطورية الاسلامية التي ستبتلع الحضارة الغربية وعن الرئيس الفرنسي المسلم القادم الذي سيصل الى الرئاسة ويقلب كل الموازين لفائدة المسلمين وهو ما يتحدث عنه وينشره رهبان الكنيسة .

     ومع ذلك فإن المهاجرين الافارقة يعيشون عيشة التقشف والتوفير إلى أبعد من الممكن فهم يتجمعون في أحياء فقيرة ويتكدسون فيها وباتوا مجتمعا منغلقا يسهل الهويل والتشكيك في نمط حياته وعمق تفكيره وتطور قيمه مما نما روح التمييز.

   فمنذ الستينات بدأ المهاجرون يتدفقون على البلدان الاروبية ، فإذا باليد العاملة ترخص نظرا لتوفرها في السوق ، ذلك أن صاحب المعمل أو الشركة يبحث في السوق عن أرخص الايدي فيجدها في المهاجرين العرب والمغاربة على الخصوص الذين يبلغ عددهم حوالي 450 ألف نسمة والدين فاق عددهم في بلجيكا 111 ألف نسمة  ومع تكاثرهم تغيرت نظرة الغرب الى المهاجر بشكل عام والمهاجر  بشكل خاص ، فالغرب يرى في هؤلاء العمال الطرف المنافس المزاحم لهم رغم أن الرجل الغربي يرفض العمل في بعض المعامل التي يعتقد أنها دون مستواه والتي تقبل عليها اليد المغربية العاملة .

    أمام تفاقم الاوضاع وتكاثر المهاجرين ظهر الميز العنصري بطريقة سريعة مما أدى ببعض المعامل الى تسريح اليد العاملة تسريحا جماعيا وأدى كذلك إلى التصفية الجسدية لبعض هؤلاء المهاجرين ، فالدين سرحوا هؤلاء لم يدركوا أن الرجل الغربي لا يستطيع الحلول مكان من يشتغلون في المواقع الصعبة .

    تطالعنا التقارير المتنوعة الصادرة عن المؤتمرات والندوات واللقاءات من حين لاخر بقضايا تشير الى تفاقم أوضاع المهاجرين الى اروبا  وان عدم التسامح هو نتيجة الازمة الاقتصادية .. وجود البطالة .. مشيرة الى الحلول ـ البدء في التكوين المهني للعائدين ـ ومنح الهجرة الدائمة لمن يرغبون العيش في باروبا .

     هكذا تكون أول التقارير قد وضعت يدها على أهم عنصر في القضية  فكما هو معلوم تاريخيا فان البحر الابيض المتوسط كان ولازال ميدانا كبيرا لهجرات مستمرة .. هجرات قديمة من الشرق الى الغرب .

. هجرات إغريقية ورومانية من الشمال الى الجنوب ..

هجرات اسلامية من الجنوب الى الشمال ..

غزوات استعمارية في القرن التاسع عشر ..

    وأخيرا الهجرات المعاصرة بخصائصها ..ولا نبالغ إذا قلنا أن أروبا هي أكبر مستغل لليد العاملة فالبيانات المتوفرة عن المجلس الاقتصادي الاروبي تؤكد أن الاهتمام كان منصبا على المغاربة الذين يقطنون أولا في البادية المغربية لانهم لا يشترطون ولا يناقشون ولا يحاجون ولا يطالبون بحق ، وإنما همهم الوحيد هو الشغل فقط والاكتفاء بالعيش المتدني .وتوكد البيانات أيضا أن أوروبا ركزت بقوة على جلب العمال…     فبتزايد أعداد البطالة بين الشباب الاوروبي نتيجة التفتح الاجتماعي أصبح ينظر الى المهاجر العربي ـ الذي تدفعه رغبة العمل ليعيش في مجتمع مادي ـ كمنافس غير شرعي للمواطن الاوروبي وذلك نتيجة الاستعلاء والكراهية والنظرة الاستعمارية الحاقدة فانعزلت الجاليات العربية واحتفظت لنفسها بحياة هامشية خالية من الحقوق والعيش في مجمعات سكنية لا يرضى الاروبيون الاقتراب منها…

 

عن editor

شاهد أيضاً

SM le Roi adresse un discours à la Nation à l’occasion du 49ème anniversaire de la Marche Verte

SM le Roi adresse un discours à la Nation à l’occasion du 49ème anniversaire de …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *