الرئيسية / AMSTERDAM Pers / لقمة العيش

لقمة العيش

 هدى كرموس

    إذا نظرنا إلى مختلف الأعمال التي يقوم بها الناس في هذه الحياة نجدها متعددة ومتنوعة ..

  نجد الانسان يبحث عن لقمة العيش بأي وسيلة شريفة فينساق إلى نوع من أنواع الأعمال اليومية لكي يقتل الفراغ ويحصل على مردود يمكنه من سد حاجياته ويكفيه عن مد يده لغيره..

    هكذا نجد أن هناك من التجأ إلى بعض الاعمال مؤقتا، فوجد فيها موهبته ومرغوبه ليبقى فيها زمنا غير محدود ، وهناك من راح يقوم ببعض الاعمال الاستثنائية لغاية زمن معين او فترة معينة وإذا به يجد ضالته وتمر الأيام والسنوات ليجد نفسه قد قضى زمنا في عمل صعب عليه تغييره.تتجسد الحياة في صعوبات متعددة ومعاناة لا حصر لها ، يعيشها الانسان متحليا بالصبر والكفاح والتحمل والأساس هو عزة النفس.هذا ما نجده في المرأة المغربية، المواطنة العادية التي تساير المشاكل والمعيقات بحكمة ورضا عن نفسها وقناعتها والاكتفاء بما يرزقها الله تعالى بحمدها له.

   قد لا ندرك كواليس حياة مثل هذه النساء إلا   إذا تعمقنا في تفاصيل معاناتها اليومية، فرغم الفقر والهشاشة إلا أنها تمثل المرأة الشريفة، العفيفة، المكافحة، والمناضلة في آن واحدقد تكون أرملة، مطلقة، أم، عازبة، شابة، مسنة، بائعة للرغيف “خبازة” نصادفها في الأسواق والشوارع في كل المدن المغربية.

   في تجليات الحياة نجدها مكافحة لها أبناء توفى زوجها ولم يترك لهم من حطام الحياة أي شيء، خرجت للشارع رغم حرارة الشمس وقساوة البرد والشتاء لتكسب لقمة  العيش لها ولأبنائها معتمدة  على ما أدركته في مسار حياتها، عجن الرغيف “الخبز-الملوي-المسمن-حريرة- أتاي” تقوم ببيعه وهي جد راضية بمدخولها اليومي.بل هناك العديد من النساء العصاميات منهم بائعة البيض، وبائعات الملابس، وبائعات الخضر، وبائعات اللبن واللائحة طويلة. هن نساء جعلن من الصعب سهلا بما اكتسبنه من مجهودهن واصرارهن وعزيمتهن على مسايرة الواقع .. التقينا بعدد من الممتهنات لحرف بسيطة :السيدة فاطمة التي تنزوي في زاوية بالسوق الشعبي الذي تأتيه كل صباح حاملة فوق رأسها طبقا كبيرا مستديرا مصنوعا من الحلفاء مليئا بأنواع المعجنات من ” مسمن – رغايف – وخبز الشعير” وما أن تصل إلى مكانها المختار تتهيأ لتعرض ما قامت بطهيه أمام المارة.. وقد صرحت لنا قائلة: انا أم لثلاثة الوليدات زوجي مريض عاجز هن العمل وليس له مدخول وع=شغلي هذا هو مصدر عيشنا كل من نجنيه من مدخول نغطي به مصاريف الكراء والعيش .. ومنها نغطي مصاريف ابناي في التمدرس ..نحمد لله ونشكره نعيش بالقليل والقناعة هس الأساس. /

   أما الشابة سعاد التي تبيع “البغرير” فقد قالت أنها بمجرد وفاة زوجها في حادثة سير قررت التكفل بإطعام ولديها ولن تكون عالة على والديها واحتفظت بكراء مسكنها، لهذا التجأت لبيع البغرير عند رجوعها من تنظيف المنازل صباحا، لأن مصاريف الكراء والابناء والمعيشة أصبحت صعبة، فلابد من البحث عن مصدر إضافي لمسايرة الزمن.   من جهتها خديجة المطلقة الجالسة في زاوية الشارع الرئيسي فقد اعتمدت على نفسها واستغلت موهبتها التي كسبتها تلقائيا ألا وهي ” كعب الغزال” التي يقبل عليها المواطنون بفعل جودتها.. وكما تقول خديجة أن (الحاجة أم الاختراع) لتروي  لنا عن سبب احترافها بيع الحلويات بالشارع:قبل طلاقي من زوجي كنت قد تعلمت صناعة الحلويات وقررت ان امتهن هذه الحرفة .. بعد فراقي من طليقي لم اجد أي تمويل فاعتمدت على نفسي وبدأت ببيع الخبز وأضفت بعض العجائن وعدنما لاحظت الاقبال تخصصت في صناعة الحلويات للعائلات المقبلة على تنظيم مناسبات معينة ..وهكذا تسلحت بالجودة في شغلي والحمد لله اصبح عندي زبناء .. انا راضية بما قسمه لي الله

عن editor

شاهد أيضاً

صناعة الخشب عبر التاريخ

 إغراق سوق الخشب بالمغرب ووزارة التجارة تجري التحقيقات مساحة الغطاء الغابوي الطبيعي بالمغرب إلى 8.969.800 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *