Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / RETTERDAM PERS / وثيقة المطالبة بالاستقلال ليوم 13 يناير 1944 : تقديم وسياق

وثيقة المطالبة بالاستقلال ليوم 13 يناير 1944 : تقديم وسياق

في إطار اللقاءات العلمية الشهرية برسم سنة 2023 وبمناسبة الذكرى ال78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ينظم مركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية البشرية ندوة تحت عنوان  :

وثيقة المطالبة بالاستقلال ليوم 13 يناير 1944 : تقديم وسياق

يشارك في هذه الجلسة الثقافية :

الصديق معنينو، صحافي، كاتب وخبير إعلامي والذي سيلقي كلمة تأبينية في حق الراحل محمد الشرقاوي.

مصطفى بوعزيز، مؤرخ وأستاذ التعليم العالي.

محمد معروف الدفالي، مؤرخ وأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء.

محمد مقيت٬ أستاد العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء.

وعبد الواحد بنعضرا، باحث في التاريخ.

ينظم هذا اللقاء يوم الجمعة 13 يناير 2023 على الساعة الرابعة زوالاً بمقر المركز الكائن ب 53 زنقة علال بن عبد الله، الدارالبيضاء.محمد حسن الوزاني

 ولد محمد بن الحسن الوزاني، عام 1910م بمدينة فاس، داخل أسرة سلفية محافظة. تعلم بجامعة القرويين ثم التحق بالمدرسة الوطنية للعلوم السياسية بباريس (قسم الصحافة)، وبرهن على نبوغ مبكر في عالم الفكر والسياسة توَّجَهُ برسالة دكتوراه أعدها في سويسرا. هناك حيث بدأ احتكاكه بالصحافة الفرنكوفونية، فتفاعل مع روادها ونشر بها أولى مقالاته. تسببت عودة محمد بن الحسن الوزاني إلى المغرب، للإقامة العامة الفرنسية، في الكثير من القلق والحرج، ليس باعتباره رجل سياسة وزعيما شعبيا قادرا على حشد المواطنين وتحريضهم فحسب، بل لكونه صحفيا ومفكرا انفتح على الغرب وفهم عددا من خباياه؛ فكان له إتقان لغة الاستعمار و فَضَحَ ممارساته العدائية، المنافية لمبدأ “الحرية، المساواة، الأخوة” الذي اعتبرته الجمهورية الفرنسية الأولى، منذ سنة 1790م، عملة الفرنسيين الأبدية. بعد خروجه من منفاه، داخل وطنه، قصد القاهرة ليلتحق بصفوة المناضلين التحرريين من أجل الإسهام في تقوية صوت المستعمرات العربية والإفريقية الطامحة للاستقلال. فكان اللقاء بعدد من رجال الفكر وأعلام الصحافة العربية، وثلة أخرى من الزعماء السياسيين الجزائريين والتونسيين. فرصة لم يفوتها محمد بن الحسن الوزاني لمقابلة كلا من الرئيسين جمال عبد الناصر ولحبيب بورقيبة.كان محمد بن الحسن الوزاني من أوائل الذين خاضوا معركة التحرير بسلاح القلم، متخذا من المنابر الصحفية، التي اشتغل بها أو التي أسسها، جبهة مفتوحة ضد الثقافة الاستعمارية التي غذت الحملات الكولونيالية في العالم العربي، ودول العالم الثالث عموما، والوجود الفرنساوي بالمغرب على وجه الخصوص.

 ففي سنة 1933م، أصدر جريدة “عمل الشعب” وترأس تحرير جريدة ” المغرب”، كما عمل محمد بن الحسن الوزاني، في الآن نفسه، على الرفع من القيمة العلمية للصحافة المغربية والعربية عبر نشره، في الفترة الاستعمارية مقالات تناقش قضايا فكرية بالغة الحساسية. من بينها سلسلة مقالات حول تجديد الفكر السلفي، نشرها تباعا في أعداد مجلة “المغرب الجديد” لسنة 1935م، وخصص سلسلة أخرى للحديث عن الثقافة المغربية والمورث العربي والأندلسي، نشرها على صفحات مجلة “الثقافة المغربية” (سنة1945م). غداة الاستقلال السياسي للمغرب، دخلت البلاد منعرجات قانونية وحزبية لا نهاية لها. وتحولت عدد من الصحف، التي كانت في وقت مضى تحارب الاستعمار، إلى تصفية حسابات سياسية بين حِزبِ الاستقلال بزعامة الفقيه والسياسي علال الفاسي وحزب الشورى والاستقلال الذي قاده  محمد بن الحسن الوزاني. فتحولت كل من جريدتي “العلم” وجريدة “الرأي العام” إلى صحيفتين حزبيتين، وكذلك الشأن بالنسبة لجريدة “الديمقراطية” و”الدستور” (انظر تقارير المجالس الوطنية للحزبين بين سنتي 1957م و1967م). وعندما آلت الخلافات السياسية، بين الحزبين، إلى نفق مسدود. ألبس علال الفاسي القضية لباسًا دينيا معتبرًا، بدون مباشرة، الأفكار التي يدعو إليها محمد بن الحسنالوزاني ضالة وغربية في مضمونها ! أمر أقحم الصحافة الحزبية، على عللها وتشوهاتها بالسياسة، في صراع إيديولوجي مزق بداية مسار مهم للصحافة الوطنية. .وأضاع معها نقطة تحول جوهرية كان سيعرفها مجال الحريات العامة. لطالما حَلُمَ محمد بن الحسن الوزاني بصحافة مغربية عتيدة كتلك التي انبهر بمهنيتها وأصالتها، خاصة في فرنسا. ولطالما تاق إلى ذاك المغرب الجديد، كما أسماه، الذي انتظره جيله عشرات السنين بعد جلاء الفرنسيين؛ لكنه لم يأت ! خيبة أمل رافقته إلى أن وافته المنية بمسقط رأسه يوم 9/9/ 1978م. لقد جسم الراحل كفاحه على الصعيد المغربين بتأسيس حزب سياسي “حزب الشورى والاستقلال”، خيبة أخرى استمرت تلاحق حزب الشورى والاستقلال، وفي كل مرة يواجه الحزب إخفاقات وتطلعات، تطلعات نحو تنظيم محكم وجيد لضمان استمرارية الحزب، وإخفاقات على مستوى الانتخابات التي ظلت مخيبة لآمال بقايا حزب الشورى والاستقلال، وتزامنا مع هذه الندوة لوحظ بشكل مفضوح ومقزز تلك الحركات التي كان يقوم بهذا بعض المحسوبين على فصيل عبد الواحد معاش وأتباعه، من خلال توزيع أوراق بعنوان عريض ” شورى مغرب الغد” والإشارة واضحة لفصيل عبد الرحمان مكنيف وأتباعه، وقد دبجت الورقات التي توزعت بين ردهات قصر المؤتمرات بفاس، وهي عبارة عن بلاغ للرأي العام الوطني الشوري،تحدثت عن محطة 13 مارس 2010 بمدينة فاس والتي تقول بأنها وضعت حدا فاصلا بين الارتزاق السياسي والوفاء والإخلاص للفكر الشوري النظيف، وكانت مناسبة لوضع النقط على الحروف وتبين لجموع الحاضرين الأبرار –على حد تعبير البلاغ- في إشارة الى الشوريين غير الأبرار،  عبر البلاغ بأن الحزب يمر بظروف عصيبة ودقيقة بل هناك من يمارس الزندقة والتشرذم والإحباط والتشتت والتيئيس،بل وهناك –يضيف البلاغ- بيادق مسلطة نعمل بمهنية واحترافية في محاولة جادة لبيع تركة الشورى في سوق النخاسة لجهات انتهازية همها إسكات صوت المجاهد الشوري المجلل الجاهر بالحق،ويضيف البلاغ أنه انطلاقا من ذات التاريخ تكونت لجنة شورية مكونة من أوفى أبناء وحفدة الزعيم التاريخي لمحمد حسن الوزاني لقيادة حركة تصحيحية هادئة هدفها تجميع شتات الشوريين وإقناعهم بالرجوع الى صف الأبرار لإعادة بناء ما انهدم. والبلاغ مكحبوك بلغة فيها الكثير من الغرور والحقد على الفصيل الذي لم يذكر بالاسم، غير أن اللبيب بالإشارة يفهم، هذا البلاغ خلق استياء عميقا لدى عموم محبي حزب الشورى والاستقلال جراء هذا الصراع المحتدم حول من يقود الحزب ومن له الأحقية في أن يكون شوريا أو غير شوري. وكأن الحزب تركة وزانية لا يجب أن يتقاسمها غير أبناء وزان وحفدة محمد حسن الوزاني، متناسبن بأن الرجل الراحل كان وطنيا فذا ومخلصا جادا في إخلاصه، متشبعا بالرأي والرأي الآخر، مناقشا ومستجليا للحقائق ومؤمنا بالاختلاف من اجل الوصول الى حل يرضي الوطن والمغرب وليس فئة على فئة. 

عن editor

شاهد أيضاً

ما بعد الهدم

ما بعد الهدم بقلم سعاد جمالي   في إطار الحملة التي تقوم بها السلطات للقضاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333