تنبؤات جيرينوفسكي: 5 دول ستؤمن استقراره لكن الطريق مليئة بالدماء
في حديث سجل منذ فترة طويلة قبل وفاته في أبريل الماضي، رسم السياسي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي صورة لمستقبل العالم بحلول منتصف القرن الحالي، وافترض طريقة لحل الأزمة الأوكرانية.
واعتبر جيرينوفسكي أن “مضلعا خماس الزوايا” يضم واشنطن وبروكسل وموسكو وبكين ونيودلهي سيتولى في نهاية المطاف “السيطرة على العالم” وضمان الاستقرار فيه.
وحسب اعتقاده، فإن الهند “ستفرض” على الصين “نهج تطور حياديا ديمقراطيا” من أجل “تفادي خطر اندلاع الحروب”، فيما ستتوقف أوروبا عن معاداة روسيا وستقبل حقيقة عودة أوكرانيا إلى روسيا، أما أمريكا فستقبل حقيقة أنها “لم تعد في قمة الجبل“.
وأضاف أننا سنصل بحلول منتصف القرن إلى نوع من هذه “الصيغة الوسطية” يخلو من حروب كبيرة مع بقاء نزاعات محلية محدودة النطاق.
لكنه حذر من أن أوكرانيا اليوم تمثل “مسارا خطرا جدا” يشبه إلى حد ما “أزمة الكاريبي” (للعام 1962)، حيث يوجد هناك احتمال أن تنتقل واشنطن موسكو إلى “مرحلة ساخنة” من المجابهة باستخدام قوات الناتو والجيش الروسي.
وتابع: “لذلك الحل في نهاية الأمر يكمن في اتفاق بين مسؤولين في الكرملين والبيت الأبيض، يليه اتفاق بين الرئيسين الروسي والأمريكي إما عبر اتصال هاتفي أو من خلال لقاء وجها لوجه، على شروط التسوية، وذلك من أجل تفادي “حرب كبيرة“.
لكن التوصل إلى ذلك يتطلب، حسب جيرينوفسكي، “كميات كبيرة من الجثث والدماء والمعاناة”، حتى يتغير الرأي العام في الولايات المتحدة، مثلما حدث ذلك إبان حرب فيتنام، ليطالب البيت الأبيض “بالكف عن تعذيب أوكرانيا”، وحتى يعي سكان أوكرانيا أنفسهم أيضا ضرورة وقف العنف الذي تمارسه العناصر اليمينية المتطرفة هناك.
وخلص جيرينوفسكي إلى القول: “الأمر سيستغرق وقتا.. قد يكون ذلك عدة أشهر أو عدة سنوات.. لكن لن يستطيع التوصل إلى اتفاق تسوية إلا عاصمتين فقط، هما موسكو وواشنطن“المصدر RT
سلم السياسي الروسي المعروف فلاديمير جيرينوفسكي كبسولة مغلقة تتضمن تنبؤاته للسنوات الـ20 القادمة، إلى متحف تاريخ روسيا المعاصر.
ولا يجوز فتح هذه الكبسولة إلا في عام 2036، ليتم بعد ذلك تقييم مدى دقة تنبؤات جيرينوفسكي البالغ من العمر 70 عاما، والمعروف بتصرفاته الخارجة عن الأطوار.
ويقول أنصار جيرينوفسكي في حزبه الليبيرالي الديمقراطي، إنه لا يجوز التقليل من مصداقية تنبؤات جيرينوفسكي، علما بأن العديد من التنبؤات التي قدمها منذ 20 سنة تحققت فعلا، ومنها الحرب في الشرق الأوسط والأزمة في أوكرانيا وعودة القرم إلى قوام روسيا، وتطورات النظام السياسي الداخلي في روسيا.
وفي تصريحات للصحفيين، كشف جيرينوفسكي عن بعض تنبؤاته الأخيرة. وقال: “لا مفر من تفكك حلف الناتو. لماذا؟ لأن هذا الحلف يضم دولا مختلفة تماما. وعلى سبيل المثال النرويج وألمانيا هما غير قابلتين للتكامل“.
وتوقع السياسي الروسي بأن ترفض ألمانيا التي تتحمل حاليا الجزء الأكبر من وطأة النفقات العسكرية للناتو، تمويل الدول الفقيرة جنوب وشرق أوروبا.
واعتبر أن “تنامي الوعي القومي” سيؤدي إلى إلغاء الناتو وربما الاتحاد الأوروبي.
وتنبأ جيرينوفسكي أيضا بقيام تحالف جديد ستقوده فرنسا وألمانيا وهولندا والدنمارك وعدد من الدول الأخرى كما يعتقد جيرينوفسكي أن الولايات المتحدة ستسحب في المستقبل المنظور قواعدها العسكرية من أوروبا وستركز اهتمامها على كندا والمكسيك، وتوقع بأن تؤدي عملية التكامل بين الولايات المتحدة وجيرانها إلى إنشاء عملة أمريكية مشتركة ومنظومة أمن جديدة في القارة.
المصدر: وكالات