Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / RETTERDAM PERS / ….وتتبخر الأوهام

….وتتبخر الأوهام

مرت الصحراء من الكثير من الأحداث وكان المغرب يدافع عن أرضه بكل  يقين لكن من كان  يصمم العمليات ويعطي التعاليم الضرورية لكبار المسؤولين في البوليساريو قصد التنفيذ للهجوم على المغرب ؟

فإذا كان البعض في العالم الخارجي لازال ضحية للحملات الدعائية والمبادرات التضليلية للجزائر من طرف الجمهورية الصحراوية الوهمية والوجه الثاني من عملتها البوليزاريو فإن ذلك لا ينسحب على هؤلاء الذين يعيشون في جحيم تندوف حيث يغمرهم الشك بعد فقدان الامل ويصاب الكل بالانهيار وتتبخر الاوهام .. والواقع أن السلطات الجزائرية واعية بحالة الاحباط والخيبة هذه مما يدفعها إلى شد الخناق على عناصر البوليساريو في معسكرات التعذيب والعقاب كما هو الحال في معسكر 12 اكتوبر ومحاولة ارغامهم عن طريق كل انواع الابتزاز .. كما قال السيد الداودي بابي الذي فر من معسكرات البوليساريو رفقة عليان المهدي..ان الضباط الجزائرين هم الذين يصممون العمليات ويعطون التعاليم الضرورية لكبار المسؤولين في البوليساريو قصد التنفيذ لكن هؤلاء الاخرين يجدون أنفسهم فترة بعد أخرى في حالة عجز متزايد عن القيام بعمليات جدية في ايجزء من أجزاء الصحراء الغربية سابقا ، وتقضي عناصر البوليساريو الان جل اوقاتهم في البحث عن التغدية اكثر مما تبحث عن القتال وأيقنت الجزائر الآن بأن أي قرار عسكري لا مكان له في باب الممكنات .وعليه يوجد بين صفوف البوليساريو مآت من المعطوبين والمعوقين والمصابين بأمراض عقلية ونظرا لافتقارها للمجندين ذلك فإن الحركة تجد نفسها مرغمة حاليا للاستنجاد بالمراهقين الذين لا يزيد عمرهم عن اربعة عشر سنة ، وحتى في هذه الحالة فإن حملة التمذهب الدعائي لا تجد لها أي أثر لا بالنسبة للاجئين ولا بالنسبة للمجندين وحينما يزور الفتيان اهلهم وذويهم لا يترددون في البوح بأنهم ضحايا آلية جهنمية ، ويظهر البعض منهم رغبته في الفرار ولكن كيف يمكن ان يتم ذلك ؟ وهل بالمستطاع التخلي عن مجموع العائلة لتواجه مصيرا مجهولا ويشهد على تصاعد عوامل الاخفاق وتلاشي الاوهام الحركات التمردية المتوالية في المعسكرات وتتمثل هذه الحركات في اشتباكات حقيقية بين البوليساريو وبين الوحدات العسكرية الجزائرية التي تقوم بمهمة حراسة المعسكرات وكمثال ذلك نشير الى حادثة مارس 1982 بمعسكر رابوني حيث انفجرت مواجهة دامية بين الطرفين مما أدى الى شن عملية قمع بشعة وتشديد المراقبة الجزائرية .وإن أي محاولة عصيان يضبطها المرتزقة قبل تنفيذها ينزلون بمرتكبيها أشد العذاب ـ كما قال بعض العائدين ـ فهناك العذاب الذي يؤدى إلى الموت وهناك العذاب الذي يؤدي إلى العجز وهناك العذاب الذي يؤدي إلى فقدان الذاكرة والاصابة بالجنون وغير ذلك.. وهناك الاعدامات وكمثال على ذلك : كما حدث في  سنة 1978 حيث تم تنفيذ الاعدام في حق ست وعشرين من قادة العصيان التي شهدتها معسكرات تندوف أما المفقودين فهم بكثرة كمثال على ذلك : على إثر الحركات التمردية اعتقل أكثر من 160 من المجندين ضمنهم بعض النساء أما المسؤولون عن المجموعات العرقية والمتهمون بتنظيم التمرد فلم  يسمع عنهم أدنى خبر منذ ذلك الحين وأصبحوا فيعداد المفقودين.قبل أن نغوص في  هذا الملف لابد أن توقف عند واقع أجزاء من الصحراء المغربية فبعد استقلال المغرب قاوم ابناء الاقليم في جيش التحرير بقيادة المغفور له محمد الخامس، الاحتلال الاسباني من أجل عودة الصحراء المغربية الى حظيرة الوطن الام.

 

السياسة العامة …عبد الرحيم الفقير الادريسي

عن editor

شاهد أيضاً

ما بعد الهدم

ما بعد الهدم بقلم سعاد جمالي   في إطار الحملة التي تقوم بها السلطات للقضاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333