Telegraaf-Mensheid-pers1333
الرئيسية / عربي ودولي..Arabisch en internationaal / متى بدأت الصحافة الناطقة بالفرنسية بالمغرب؟

متى بدأت الصحافة الناطقة بالفرنسية بالمغرب؟

المغاربة والصحافة

التاريخ المغربي : Moroccan History

    بعد فشل المغرب في منع صدور الصحف في طنجة، لأن مصدريها أجانب أو محميين لاتطالهم القوانين المغربية، غير المخزن خطته وتبنى سياسة الإحتواء بدل المواجهة، ومن الإجراءات التي قام بها:

1- بدأ المخزن يستقطب بعض الصحفيين للدفاع عن مصالحه وتعظيم السلطان وفضح الضغوط الإستعمارية والرد على الصحف المعادية وتقارير الجمعيات الأوربية، ومنها جمعية Howard التي أصدرت تقريرا في 1893 حول وضعية السجون المغربية، وقد ردت الصحيفة الموالية للمخزن بأن ذلك التقرير فيه مبالغات وأن الجمعية أداة في يد الحكومة البريطانية. ص54. وقد نجحت سياسية الإستقطاب بفضل تعدد الصحف في طنجة في نهاية القرن التاسع عشر.

2- أنشأ الحسن الأول مكتب الصحافة الذي يقدم للمخزن ملخصات للمقالات التي تمس المغرب والصادرة سواء في طنجة أو في الخارج.

3- ترسل بعض المفوضيات مقالات تخدم مصالحا للمخزن.

4- كلف المخزن بعض الأشخاص وأحيانا بعض الصحافيين ليمدوه بمقالات تتناوله.

5- لجأ المخزن إلى صحافة طنجة لتمرير بلاغات تدافع عن مصالحه.

6- فكر المخزن في إصدار جريدة تدافع عن مصالحه، إلا أن بعض العلماء المحيطين بالسلطان عرقلوا المشروع وصدرت مقالة ساخرة بعنوان “الضرب بالزراويط على رأس من يقرأ الكَوازيط” (أي الجرائد بLes gazettes).

7- تدخل المخزن لدى بعض المفوضيات في طنجة للجم بعض الصحف التي تنشر مقالات تشوش على “إخلاص المغاربة لسلطانهم”، وكان رد المفوضيات أن حرية الصحافة تمنع متابعة الصحافيين.

8- نشر السلطان مولاي حفيظ رسالة في جريدة Le Matin الصادرة في باريس 17-03-1908 يحتج على تدخل الجنرال الذي يحكم الشاوية في صراع مولاي عبد الحفيظ ومولاي عبد العزيز على السلطة. ص83

9- نقل السلطان مقر صدورجريدة الفجر من طنجة إلى فاس، لكنها توقفت بعد عددين.

10- كانت النخبة غير المخزنية مهتمة بالصحافة، من ذلك شغف أتباع الزاوية الكتانية بالصحافة، وقد لعبوا دورا مهما في خلع مولاي عبد العزيز وتنصيب مولا حفيظ. وقد شبه شيخ الزاوية الكتانية تأثير الصحافة بالطاعون ص84.

هكذا بدأت الصحافة الناطقة بالفرنسية بالمغرب إلى حدود 1912، وقد كان المغرب موضوعا لها وليس طرفا فيها، صحافة أنشأها اجانب بلغة أجنبية في سياق تاريخي تميز بصعود الإستعمار، كانت صحف رهينة بيد القوى الإستعمارية، وكلما تزايدت المنافسة بين هذه القوى إلا وتزايدت الصحف التي تتدخل في شؤون المغرب، وقد لعبت تلك الصحف دورا خطيرا في تاريخ المغرب رغم عائق اللغة، وأثرت على نشأة الصحافة الوطنية لاحقا، ولا ادل على ذلك من كون أول جريدة صدرت في الدار البيضاء عام 1908 قد استمر صدورها إلى 1973 ص67 كأن الإستقلال لا يشمل الإعلام.

بعد 1912 توافد المعمرون ورؤوس الأموال على المغرب، مما وفر موارد بشرية وبنية تحتية ساعدت في نمو الصحافة، لكن المغاربة منعوا من الدخول في هذه الصيرورة بسبب ظروف الصراع وبدعوى عدم كفاءتهم لاستخدام السلطة الرابعة.

تطور الصحافة المغربية إبان الإستعمار

يغطي كتاب جامع بايدة 86 سنة من تاريخ الصحافة بالمغرب، يوضح كيف دخل الإعلام الحديث إلى البلاد كجسم أجنبي، كيف قاومته النخبة ثم منعت من ولوجه بدعوى أنه لا يناسبها وكيف تبنته للدفاع عن مصالحها منذ ثلاثينات القرن العشرين. وقد قسم المؤلف دراسته للصحافة الفرنسية في المغرب خلال الإستعمار، إلى أربع مراحل: أولا الصحافة في عهد ليوطي، ثانيا الصحافة من نهاية حرب الريف إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، ثالثا الصحافة في عاصفة الحرب العالمية الثانية، رابعا الصحافة إبان الازمة الفرنسية المغربية.

1- الصحافة في عهد ليوطي 1912-1925

بعد أن تأكد وقوع المغرب في يد فرنسا، بدأ بعض الفرنسيين يفدون إلى البلاد للعمل في الصحافة، وقد كانت للكثير منهم سوابق في الصدام مع السلطات الفرنسية في باريس والجزائر وتونس، كان بينهم محرضون وفوضويون، وقد لجأ المقيم العام إلى طرد بعضهم، ثم عمل على إصدار ظهير 27 أبريل 1914 لتنظيم المهنة. بالنسبة لأهداف القانون حرص المارشال ليوطي أولا على تجنب اللجوء إلى القانون الفرنسي الذي يحمي حرية التعبير، ثانيا على منع نشوء صحافة تابعة لقوة أجنبية مناهضة لفرنسا، ثالثا على عرقلة ظهور صحافة محلية محرضة، على يد فرنسيين جلبوا معهم خلافاتهم الأيديولوجية من الميتربول. أما بالنسبة لمحتوى القانون فهو يستلهم القانون الفرنسي المنظم للصحافة، الصادر سنة 1881، لكن القانون المغربي أقل ليبرالية، ومن مظاهر ذلك:

1- إلزامية طلب التصريح المسبق لإصدار جريدة.

2- إجبارية وضع ضمانة مالية قدرها 6000 فرنك.

3- تضييق هامش الصحافة الناطقة بالعربية والعبرية. كي لا يقع سلاح الصحافة في يد المغاربة، وقد أكد الضابط المكلف بإدارة جريدة السعادة الناطقة بالعربية والتابعة للإقامة العامة، أكد أن الصحافة سلاح خطير في يد أشخاص دون تجربة، ولاتناسب الشعوب التي توجد في المراحل الاولى للحضارة، وخاصة الشعوب العربية والبربرية التي تتأثر بسرعة. ص95

4- كانت بداية 1914 واعدة للصحافة، وقد انخرطت العديد من الصحف في وكالة Havas للأنباء، لكن مع اندلاع الحرب، طبقت الاحكام العرفية الفرنسية وكلف العسكر بمراقبة الصحف لمنع تسرب الأخبار التي تخدم العدو، كما منع نشر الفظاعات الألمانية كي لايشمت المغاربة في الفرنسيين… وهكذا تحولت الصحف إلى نشرات رسمية وفقدت تلاوينها وقراءها. فواجهت صعوبات مادية، خاصة بعد تضرر قطاع الأعمال، فخسرت الصحف جزءا مهما من عائدات الإشهار، فاضطرت لتقليص عدد وحجم صفحاتها وتجميد انخراطها في وكالة الأنباء. مما أدى إلى تدهور الخدمة الإعلامية.

5- نتيجة لهذا الأزمة توقفت بعض الصحف مثل Le cri de Rabat و L’Atlas بينما طورت أخرى خطها التحريري، وقد تزامن ذلك مع سياسة الضحك La politique du sourire التي أطلقها ليوطي لتحسين صورة الحماية ومنع المغاربة من الإعتقاد أن فرنسا ضعفت بسبب الحرب. ص98

6- في ظل هذه الاوضاع، استفادت جريدة La dépeche الصادرة في طنجة من دعم حكومي فرنسي لمواجهة الدعاية المعادية في المدينة الدولية.

 

 

عن editor

شاهد أيضاً

في الدورة 55 لمجلس حقوق الانسان

Historisch record… La presse dit : Un corner préparé et présenté par le journaliste Abderrahim …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Telegraaf-Mensheid-pers1333